طارق مراد يكتب لـ «30 يوم»: الفراعنة استعدوا لاصطياد وحوش افريقيا
الفوز الغالي جدا الذي حققه منتحب مصر الوطني علي نظيره الجنوب افريقي بهدف نظيف لاسطورة الكرة المصرية وا والعالمية الملك محمدصلاح ليصبح اول فريق يتأهل لدور 16 في بطولة كاس امم افريقيا لكرة القدم بمثابة رسالة قويه لكل وحوش الادغال الافريقية بانه جاهز بكل لغات كرة القدم الحديثة لاصطيادهم بداية من الاسود والافيال مرورا بالنسور و الفهود وصولا للخيول وذلك بعد ان كشف عن وجهه الحقيقي والذي يحلم باستعادة امجاده بالقارة السمراء بتعزيز رقمه القياسي كبطل تاريخي لافريقيا بالفوز باللقب الثامن.. وانه مستعد لمواجهة كل التحديات من عمالقة القارة علي كافة الاصعدة الفنية والبدنية والمهارية التكتيكية
نعم اقول ذلك لان الفوز الذي حققه الفراعنة علي جنوب افريقيا احد منتخبات القمة بقارتنا السمراء لم يكن عاديًا لا في ظروفه ولا في دلالاته، بعدما لعب «الفراعنة» جزءًا كبيرًا من اللقاء بعشرة لاعبين، ورغم ذلك خرجوا منتصرين بأداء فني قوي، أعاد الثقة للجماهير، وفتح باب التساؤل المشروع: هل بات منتخب مصر يمتلك بالفعل مقومات المنافسة على اللقب القاري
لعلنا نتفق هنا أن من أهم أسباب فوز منتخب مصر تمثل في الانضباط التكتيكي العالي، خاصة بعد حالة الطردعندما تعامل بمرونة كبيرة مع المتغيرات، فانتقل المنتخب من أسلوب الضغط المتقدم إلى التنظيم الدفاعي المتوسط، مع الاعتماد على المرتدات السريعة.
لم يسقط المنتخب في فخ التراجع العشوائي، بل حافظ على شكل دفاعي متماسك بخطوط متقاربة، أغلق العمق بقيادة نجومه ياسر ابراهيم وحمدي فتحي ورامي ربيعه وأجبر جنوب أفريقيا على اللعب على الأطراف، حيث كان التفوق واضحًا لظهيري الجنب محمدحمدي وامام عاشور في الكرات الثنائية والتغطية العكسية.. ومن خلفهم كان الحارس محمدالشناوي عملاقا ونجم المباراة.
كما ادي لاعبو الوسط بقيادة زيزو ومروان عطية وتريزيجيه دورًا محوريًا في التحول الدفاعي، حيث تراجعوا سريعًا لغلق المساحات أمام صانعي اللعب في منتخب جنوب أفريقيا، وهو ما أفقد المنافس خطورته الحقيقية رغم الاستحواذ النسبي.. في الشوط الثاني بسبب خروج محمدهاني بالكارت الاحمر والذي كان متالقا ايضا مع عمر مرموش بعد تغييره.. وظل الملك محمد صلاح مصدرا للرعب لدفاعات جنوب أفريقيا حيث لم يتخل منتخبناعن هويته الهجومية بالاعتماد علي الهجمات المرتدة السريعة واستغلال المساحات الخالية خاصة خلف الظهيرين مع التماسك الذهني والتركيز والهدوء علي الكرة عند التحرك وعملية التسليم والتسلم طيلة فترات المباراة
اخيرا يجب ان نتفق ان منتخب مصر اثبت انه يمتلك مقومات المنافسة وتحقيق حلمه في استعادة اللقب لان هذا الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط، بل رسالة فنية ومعنوية قوية لباقي المنافسين.. وذلك لمايتمتع به الفريق من خبرات دولية كبيرة تتضح في قدرة لاعبيه علي اللعب تحت الضغط التأقلم كل سنريوهات المباريات في البطولات الكبري.. والتزامهم بالانضباط التكتيكي الصارم الذي يحقق للفراعنة التوازن في الاداء بين حالتي الدفاع والهجوم بالاضافة لما يتمتع به المنتخب من عراقة وتاريخ كبيرين وشخصية ودعم جماهيري غير محدود وهو مايوكد انه يمتلك كل الادوات التي تجعل حلمه في التتويج حلما مشروعا وليس بعيد المنال رغم كل التحديات في رحلته الشاقة والمعقدة بالادغال الافريقية التي يعرف كل اسرارها ودروبها.




