صبري حافظ يكتب لـ « 30 يوم»: صفقة مع الشيطان!
استحق منتخب مصر الفوز على جنوب أفريقيا، رغم تباين الأداء على مدار الشوطين «أوله للفراعنة وثانيه للمنافس»، ومن الطبيعى التعرض لضغط هجومى فى ظل النقص العددى، وتحفز منافس هدفه الفوز أو إدراك التعادل، فى وقت تواجه ضغط التراجع التكتيكى وتضيق المساحات والاعتماد على المرتدات، وزادت الخطورة مع منتخب لا يلعب بعشوائية مقارنة بزيمبابوى أو أنجولا أو جزر القمر مثلًا.
تجمعت عوامل كثيرة للنجاح، أهمها إعداد اللاعبين جيدًا للمباراة فنيًا ونفسيًا وتجلى فى الروح المعنوية المرتفعة والجوانب الخططية دفاعًا وهجومًا وتبادل الأدوار فى تناغم نادرًا ظهوره فى السنوات الأخيرة، لا سيما مع طوفان الهجمات والتسديد على «الشناوي» من كل اتجاه، ونجح فى اختبار صعب، لازمه التوفيق خاصة الكرة التى سددها أوبرى موديبا بيسراه وجاءت فى مكان وقوفه فى تقدير جيد للموقع المناسب والخروج المثالى لملاقاة مهاجم «البافانا».
حسام حسن أحسن الإعداد للمباراة تخطيطًا من حيث الرؤية والهدف من المباراة «الفوز أوالتعادل» والتكتيك فى كيفية تحقيق هذا الهدف، ويقينى أن حسام حسن خطط للفوز ولا مانع من التعادل، ساعده سير المباراة وتنفيذ بعض اللاعبين لرؤيته خاصة «شغل الجبهتين» بامتياز فى الشوط الأول محمد هانى يمينًا وجبهة يسارية لحمدى وعمر مرموش وتحركات العمق اتسمت بالمهارة والذكاء من جانب زيزو فى تمريراته البينية الساحرة فى الأماكن الشاغرة خلف دفاعات المنافس، وضعت محمد هانى وصلاح وإمام عاشور ومرموش وجهًا لوجه أو شبه ذلك للمرمى مع غياب التوفيق عن الكثير من لاعبى المنافس خاصة أبوليس، ومباثا، وفوستر وأوبرى موديبا ظهير ووسط أيسر ولكنه «جوكر» يلعب فى كل مكان وعبقريته اختيار المكان والتوقيت المناسب للتسديد وحِميته تجعل صواريخه مصحوبة بعشوائية لعدم الدقة فى اللمسة الأخيرة.
وتبقى الخطوات الأهم والأصعب للفراعنة مع مواجهات أقوى بدءًا من الأدوار الإقصائية، وعلى «حسام» المحافظة على التوازن النفسى والفنى للفريق، والخوف من تسرب الثقة مع مواجهة تبدو سهلة مع ثالث المجموعة الأولى.
«شعرة صغيرة» فُجائية تقلب الحسابات والموازين.. مواقف تحتاج خبير فى إدارة الساعات المقبلة بحكمة وخبرة لتفادى مطبات ومفاجآت داخل الملعب وخارجه للإبقاء على حلم «الهدف الأكبر».
ورغم عودة شخصية المنتتخب بعد غياب طويل دفاعًا وهجومًا تاهت فى السنوات العجاف ملامحها وتفاصيلها المثيرة اللافتة، إلّا أن صحيفة ماركا الإسبانية حاولت أن تسلب هذه الإطلالة النادرة المكسية بتاج الانتصار، ووصل غُلوها بوصف هذا الفوز المستحق بأنه ليس مجرد صفقة مع الشيطان وإنما صفقة مع تقنية الفار!
وركزت الصحيفة على ركلة الجزاء التى احتسبها البوروندى «باسيفيك ندابيها»، بعد العودة للفار وشاهدها غير مرة وهو المشهود له بالحزم والكفاءة بدليل اختياره لمباراة مهمة، وخبراء التحكيم أكدوا «تهور» المدافع مع صلاح، والثانية لمس الكرة يد ياسر إبراهيم وظهرت دون العودة للفار بأنها خارج المنطقة وتأكد منها بالفيديو.
وصف ماركا بـ«صفقة مع الفار» محاولة لتجميل التعبير، ولا يوجد اختلافًا كبيرًا بين صفقة مع الشيطان أوالفار، طالما هى صفقة ومع من؟ مع «الفار»! تعبير به الكثير من التلميحات والاسقاطات التى هى صميم العمل الشيطاني!
اقرأ أيضا
صبري حافظ يكتب لـ « 30 يوم»: يفجرون السِلم المجتمعي
صبري حافظ يكتب لـ « 30 يوم»: لم يسمع نصيحتي!




