الإعلامية الجزائرية د.كريمة الشامي الجزائري تكتب لـ «30 يوم»: العنف المالي … حين يتحوّل الزوج إلى سالب لحياة امرأة
العنف المالي… حين يتحوّل الزوج إلى سالبٍ لحياة امرأة
العنف لا يكون دائمًا بالضرب أو الصراخ…
أحيانًا يكون العنف شيكًا يُمنع، حسابًا يُقفل، مالًا يُحتجز، وحقًا يُصادر باسم القانون أو “التأديب”.
ما تعرّضت له سكينة ليس خلافًا زوجيًا عابرًا، بل نموذجًا صارخًا لما يُعرف علميًا بـ العنف المالي (Financial Abuse)، وهو أحد أخطر أشكال السيطرة في العلاقات الزوجية، خصوصًا حين يكون الطرف الآخر ذا سمات نرجسية.
ما هو العنف المالي؟
هو حرمان الزوج أو الزوجة من:
- أموالها التي ساهمت في بنائها
- أو التحكم الكامل في الموارد
- أو استخدامها وسيلة ابتزاز وعقاب
- أو تجريد الطرف الآخر من الاستقلال المالي لإبقائه خاضعًا
في حالة سكينة، امرأة قضت سنوات في بناء أسرة، وأنجبت أربعة أطفال، وساهمت في البيت ماديًا ومعنويًا، ثم وُجدت فجأة مجرّدة من حقوقها المالية، وكأن سنوات العمر لا قيمة لها.
الزوج النرجسي… المال كسلاح
الزوج النرجسي لا يرى في المال “وسيلة عيش”، بل وسيلة سيطرة..هو لا يتحمّل فكرة أن تكون المرأة مستقلة أو شريكة حقيقية، لذلك:
- يعاقبها ماليًا
- يبرّر الظلم بالقانون
- ويُلبس القهر ثوب “الحق”
بل الأخطر من ذلك، أنه قد يُقنع المجتمع بأن ما يحدث “عدالة”، بينما هو في الحقيقة انتقام بارد.
أين الخلل؟
الخلل ليس في امرأة أخطأت أو أصابت،
بل في تحويل الخلاف الزوجي إلى تدمير اقتصادي ونفسي،
وفي تصفيق المجتمع للشماتة بدل الدفاع عن إنسانية الأم والأطفال.
فأي منطق يبرّر:
- تجويع أم
- زعزعة أمنها
- تهديد مستقبل أطفالها
ثم يُسمّى ذلك رجولة أو حزمًا؟
رسالة أخيرة
العدالة لا تكون بتجريد امرأة من مالها،
ولا الرجولة بإفقار أم أولادك،
ولا القوة بكسر من شاركك الحياة.
قضية سكينة ليست قضية امرأة واحدة،
بل مرآة لخلل أعمق:
حين يُشرعن العنف المالي،
ويُكافأ النرجسي،
وتُدان الضحية…….
كاتبة المقال .. الإعلامية الدكتورة كريمة الشامي الجزائري … بروفيسورة في علم النفس – هيوستن.
اقرأ أيضا
