الإعلامي خالد سالم يكتب لـ «30 يوم»: مصيبة الحشيش بالكيتامين
تواجه مجتمعاتنا العربية اليوم كارثة صحية صامتة تتفاقم يوماً بعد يوم، وهي ظاهرة خلط مخدر الحشيش بمادة الكيتامين الخطيرة. هذه الممارسة الإجرامية التي يلجأ إليها تجار المخدرات لزيادة أرباحهم على حساب أرواح شبابنا، أصبحت تهديداً حقيقياً لمستقبل أجيال بأكملها.
الكيتامين: من عيادة البيطرة إلى الشارع
الكيتامين مخدر صناعي كان يُستخدم في الأصل كمخدر بيطري للحيوانات، وفي بعض الحالات الطبية المحدودة تحت إشراف صارم. لكن ما يحدث اليوم في الشوارع هو استخدام هذه المادة الخطيرة بطريقة عشوائية وإجرامية، حيث يتم خلطها مع الحشيش لزيادة الكمية وتحقيق أرباح أكبر للتجار، دون أدنى اعتبار للعواقب المدمرة على المتعاطين.
التأثيرات المدمرة على القوى العقلية
تكمن خطورة هذا الخليط السام في تأثيره المدمر على القدرات العقلية للشباب. فالكيتامين يسبب تشوشاً شديداً في الإدراك والوعي، ويؤدي إلى:
فقدان الذاكرة القصيرة والطويلة المدى، حيث يعاني المتعاطون من صعوبة في التركيز والتذكر، مما يؤثر على دراستهم وعملهم.
الانفصال عن الواقع، وهي حالة خطيرة يشعر فيها الشخص وكأنه منفصل عن جسده وعن العالم المحيط به.
تدهور القدرات المعرفية، مما يعني تراجعاً واضحاً في مستوى الذكاء والقدرة على التفكير السليم واتخاذ القرارات.
الآثار النفسية الكارثية
أما على المستوى النفسي، فالصورة أكثر قتامة. يتسبب هذا الخليط الخبيث في:
الاكتئاب الحاد الذي قد يصل إلى حد التفكير في الانتحار.
نوبات القلق والهلع التي تصيب المتعاطي في أي وقت، حتى بعد انتهاء تأثير المخدر.
الذهان والهلاوس، حيث يرى المتعاطي ويسمع أشياء غير موجودة، مما قد يدفعه لسلوكيات خطيرة تجاه نفسه أو الآخرين.
الإدمان الشديد، فالكيتامين يسبب اعتماداً نفسياً وجسدياً قوياً، يجعل الخروج منه رحلة مؤلمة وطويلة.
الشباب: الضحية الأولى
شبابنا هم الهدف الأسهل لهذه التجارة القذرة. في مرحلة عمرية حساسة، حيث البحث عن الهوية والرغبة في التجربة، يقع الكثيرون ضحايا لوهم النشوة المؤقتة، غير مدركين أنهم يدمرون مستقبلهم بأيديهم. والأخطر أن الكثيرين يتعاطون هذا الخليط دون معرفة بوجود الكيتامين فيه، فيجدون أنفسهم فجأة في دوامة الإدمان.
نداء للإنقاذ
إن مواجهة هذه الكارثة تتطلب تكاتف جميع مؤسسات المجتمع. نحتاج إلى حملات توعية مكثفة في المدارس والجامعات، وإلى رقابة أمنية صارمة على تجار المخدرات، وإلى برامج علاجية متطورة لمساعدة المدمنين على التعافي. كما نحتاج إلى دور أكبر للأسرة في مراقبة أبنائها وتوعيتهم بمخاطر المخدرات.
الخلاصة
إن مصيبة الحشيش المخلوط بالكيتامين ليست مجرد قضية أمنية أو صحية، بل هي تهديد وجودي لمستقبل أمتنا. كل شاب يسقط في براثن هذا السم هو طاقة ضائعة وحلم محطم. لنتحد جميعاً لحماية شبابنا، فهم أملنا وعماد نهضتنا.
لا للمخدرات… نعم للحياة
كاتب المقال : خالد سالم – إعلامي .. نائب الامين العام لاتحاد الإعلاميين الأفريقي الأسيوي.
اقرأ أيضا
الإعلامي خالد سالم يكتب لـ «30 يوم»: الذكاء الاصطناعي محرك التحول في حياتنا اليومية




