عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم»: رحلة تصحيح المسار
لا يمكن قراءة المشهد الكروي المصري الحالي بمعزل عن دروس الماضي القريب ، فبينما تحط بعثة منتخبنا الوطني الأول رحالها في الأراضي المغربية استعداداً لخوض غمار كأس الأمم الإفريقية 2026، تلوح في الأفق ذكريات “البطولة العربية 2025” بقطر، والتي وصفتها الجماهير بـ “النقطة السوداء” بعد خروج حزين وأداء لم يرقَ لاسم مصر.
ولكن، في عالم كرة القدم، العبرة ليست في السقوط، بل في كيفية النهوض ، وبالتالي كيف يمكن لـ “الفراعنة” تحويل مرارة الدوحة إلى وقود لمنصات التتويج في المغرب ؟.
المشاركة الأخيرة في البطولة العربية بقطر بـ “المنتخب الثاني” كانت بمثابة جرس إنذار شديد اللهجة حيث أن الخروج المبكر دون انتصارات، والهزيمة أمام الأردن بثلاثية نظيفة، لم تكن مجرد نتائج عابرة، بل كانت انعكاساً لغياب التنسيق الفني والتحضير الذهني.
مع وصول المنتخب الأول بقيادة حسام حسن إلى المغرب، ومع تعزيز الصفوف بنجومنا المحترفين وعلى رأسهم محمد صلاح وعمر مرموش، يبدو المشهد مختلفاً تماماً، الاستعدادات هذه المرة بدأت بجدية أكبر، والفوز الودي الأخير على نيجيريا (2-1) في القاهرة بعث برسالة طمأنة مفادها أن الفراعنة قادرين.
يجب علي كل لاعبي المنتخب الوطني استحضار روح “اللاعب الواحد” والتركيز على قلب رجل واحد والاستفادة من تألق مرموش وصلاح في أوروبا لترجمة الفرص التي ضاعت في قطر إلى أهداف في المغرب إضافة إلى ضرورة الدعم الجماهيري المشروط بالروح حيث الجمهور المصري اليوم لا يطلب الفوز فقط، بل يطلب “الروح” التي افتقدها في البطولة العربية.
لاعبو مصر إن المشاركة الباهتة في قطر يجب أن تكون الدافع الأكبر لكم، أمامكم فرصة ذهبية في المغرب لمحو تلك الصورة، ولإثبات أن “سيد القارة” قد يمرض لكنه أبداً لا يموت.د ، الأرض المغربية، التي ستحتضن مجموعتنا، ستكون شاهدة على إرادتكم في استعادة التاج المفقود منذ 2010.
لكن إذا تحققت المعجزة واستطاع الفراعنة الحصول على البطولة وهذا سيكون بجهد الجهاز الفني واللاعبين فقط دون آخر في المنظومة الرياضية، هل سيغفل الجميع سلبيات المنتخبات الوطنية السابقة ويتحول أصحاب الانتكاسات إلي أهل المعجزات ؟!
موضوعات ذات صلة
عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم»: انتهى الحلم
عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : الأسبوع الاسود
