الإعلامي حمدي رزق يكتب: ثلاثة خطوط حمراء مصرية فى السودان!
يجيد الرئيس السيسى رسم الخطوط الحمراء، يَخطُّ خطوط مصر الحمراء بدقة، بأناةٍ، بصبرٍ، وطولة بال.
يخط الرئيس خطًّا بلون الدم، وتحميه قواتنا المسلحة بالدم، الخط المصرى الأحمر لا يظهر فى الليالى المقمرة، ولكنه يرسم فى الليالى حالكة الظلمة، عندما تدلهم الخطوب، وتترجم المصائب الشديدة والمصاعب الكبيرة قد حلت وأظلمت!.
السودان الشقيق على شفا جرف هار، تكالبت عليه الأكلة تكالبها على قصعتها، كل يروم مغنما، وشبح انفصال الغرب بات مخططًا يجرى تنفيذه على أرض دارفور التى كادت أو خرجت من تحت سيطرة الجيش السودانى بفعل فاعل من الخارج تفاعل مع الداخل فى مؤامرة خبيثة على وحدة السودان.
السودان من دارفور فى الغرب وحتى بورسودان فى الشرق، ومن ولاية النيل الأبيض جنوبا حتى الولاية الشمالية على الحدود المصرية، السودان بامتداد خارطته الجغرافية أمن قومى مصرى يحفه خط أحمر.
خطوط مصر الحمراء فى السودان ليست من قبيل (الكلام الساكت)، مصر إذا خطت تحمى خطوطها، وبالسوابق يعرفون، بالخطوط الحمراء يعرفون.
السيسى رسم خطًا فى ليبيا (خط سرت – الجفرة) ولم يقرّبه، ولا فكر فى تجاوزه كائن من كان، خط أحمر مثل خط صاعق يصعق من يقرّبه.
رسم خطّا أحمر على الحدود فى رفح، وتشكلت ملامح الخط فى منع التهجير من غزة إلى سيناء أو عبرها، ورغم الضغوط والإغراءات لم يتزحزح الخط الأحمر قيد أنملة صامدًا فى مواجهة المخططات التى رسمت لصياغة غزة الجديدة (ريفييرا غزة) خلوا من أهلها.
الخطوط الحمراء فى مواجهة خطر وجودى يهدد وحدة الدولة السودانية، ويستهدف تمزيق وقسمة أراضيها على خمس، والمخطط بدأ فى الغرب، ما استوجب إظهار العين الحمراء، ورسم الخطوط الحمراء.
الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، وصيانة مقدراته ومقدرات الشعب السودانى، خط أحمر أول، مصر لن تسمح بانفصال أى جزء من أراضى السودان.. دونها خرط القتاد، مستحيل ويستحيل كما يقولون.
وخط أحمر ثان، مرفوض قطعيا إنشاء أى كيانات موازية (حكومات موازية) كالتى يطمح إليها المتمرد «محمد حمدان دقلو» (حميدتى) قائد قوات الدعم السريع أو الاعتراف بهذه الكيانات غير الشرعية، ذلك يمس وحدة السودان وسلامة أراضيه.
خط أحمر ثالث، الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع المساس بهذه المؤسسات، سيما الجيش السودانى الذى يتعرض لحملات تشكيك عاتية تستهدف تفكيك مفاصله، ما يخلخل البناية السودانية التى يجاهد الجيش السودانى (عمود الخيمة) ما استطاع بعدته وعتاده سبيلا حافظا على وحدة السودان.
مصر تمتن خطوطها الحمراء بحقها الكامل فى اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة التى يكفلها القانون الدولى، واتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين لضمان عدم المساس بهذه الخطوط الحمراء أو تجاوزها، ومن يجاوزها كمن جنت على نفسها براقش. القيادة المصرية تعتمد سياسة الخطوط الحمراء، والرئيس السيسى فى لقاء رئيس مجلس السيادة الانتقالى فى السودان «عبدالفتاح البرهان»، كان حازما صارما شديد الوضوح، إلا وحدة الدولة السودانية، وهذا ما يحمد للقيادة المصرية.
موقف مصر الثابت يلجم مخططًا خبيثًا يجرى فى غرب السودان، ويعيد الجيش السودانى إلى صدارة المشهد، وينفى أية وجود غير شرعى لميليشيات أو كيانات موازية كالتى تروج لها عواصم متورطة فى الصراع السودانى، هناك آياد كثيرة فى الإناء الذى يغلى على نار انفصالية تحرق خريطة السودان الموحد.
الخطوط الحمراء المصرية يحميها جيش فى قلب شعب، وفى الأخير هى تعبير عن صوت العقل المصرى، صوت السلام يعلو فوق كل الأصوات العقورة.
ورغم كل السخافات والبذاءات والتقولات التى تشيعها منصات معادية، تكسبت مصر معاركها الحدودية بصبر وطول بال، مصر لا تنجر إلى معارك خارجية ولا مجانية، والجيش المصرى كما وصفه الرئيس السيسى يملك قوة مصنفة عالميا، ولكنها قوة عاقلة ورشيدة.
رشادة القوة من حكمة الموقف المصرى المبنى على معادلة صحيحة ما تحله المفاوضات الرباعية، ومنبر جدة، ومجموع الجهود الإفريقية، لا يحتاج إلى الاحتكام للسلاح، والجهد المصرى فى تعبيد الطريق إلى هدنة إنسانية لإنقاذ ضحايا الحرب فى الغرب، توكيد للموقف المصرى، موقف معتبر عن بصيرة وبعد نظر.
ثلاثية منطلقات الموقف المصرى تتلخص فى وحدة السودان أولا وأخيرا، الحفاظ على الجيش السودانى ومقومات ومقدرات الدولة الوطنية، وقف الحرب توطئة لاستئناف المفاوضات تسعى إلى حل لا يقصى أحد. ثلاثية مصرية تعمل عليها الدبلوماسية المصرية بدأب وصبر، والقيادة المصرية تحفز العواصم العالمية على إحاطة (السودان موحدا) بالرعاية الضرورية، وصولا إلى اتفاق (ما بعد الحرب) ينتهى إلى معادلة سلامية مستقبلية تنقذ السودان من مآلات الحرب.
ثلاثية مصر، قاعدة أساس، إذا سكتت المدافع مدت الطاولات، وتفاعلت الحوارات، المعادلة المصرية تئد الحرب الأهلية وتمنع اتساع رقعتها، وتلجم المخططات الانفصالية، وتلزم المتمردين مواقعهم، وتقطع الطريق على دعاة الانفصال وهم كثر ويتكاثرون شيطانيا على ضفاف النيل الأزرق.
محورية الدور المصرى فى السودان، فى قوته ووضوحه ومنطلقاته السلمية، وإذا تحدث الرئيس المصرى أصاخ العالم السمع، هذا رجل يزن مواقفه بميزان الذهب متسلحا بالشرف فى زمن عز فيه الشرف.
سياسة الخطوط الحمراء ستنتج آثارها عاجلًا بردًا وسلامًا على السودان، ومعركة بناء السودان تاليًا بعد إيقاف الحرب أشد ضراوة، وتحتاج إلى رعاية دولية توفر الضمانات لتقريب المسافات بين الإخوة الأعداء ليصيروا شركاء فى وطن واحد موحد يحميه جيش قوى وتقوم عليه مؤسسات وطنية قادرة على المضى بالسودان قدمًا.
المصري اليوم




