الإعلامي حمدي رزق يكتب : « زغرودة » في كنيسة ميلاد المسيح
ومثلي كثير من المسلمين، ينتظرون مع أخوتهم المسيحيين قداس عيد الميلاد المجيد في ليلة الميلاد في كاتدرائية (ميلاد المسيح) التي تنير سماء العاصمة الجديدة من السنة للسنة .
عيد الميلاد غبطة وسرور، و أنوار الميلاد تملأ وادينا الطيب ، تهبنا بركة و في نفوسنا المحبة ، وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة.
قداس الميلاد في كنيستنا الوطنية ليس كمثله قداس، خاص جدا، قداس مصري حصري بروح مصرية، بترانيم وتراتيل بحروف مصرية .
من لم يحضر قداس الميلاد في المحروسة لم يفرح قلبه كما تغتبط قلوب المحبين هنا ، تري وجوه طيبة مشرقة متشوقة تقتات الأمل من أنوار الميلاد السعيد .
صورة القداس في مصر بألف صورة مما تعدون، صورة نباهي بها الأكوان، صورة مصر الطيبة المتسامحة المحبة ، مصر الفرحة المستبشرة بميلاد السيد المسيح عليه السلام.
صورة مفعمة بالمحبة، تمحق صور الكراهية، قداس يدعو للسلام، للمحبة، دافيء القداس المصري، يكفي البشرية دفء يسري في أعطافها .
المصريون في توادهم في عيد الميلاد ، وتراحمهم فيما بينهم ، يصدرون صور المحبة تباعا، مفطرون على المحبة، ودين كنيستهم المحبة، ودين مسجدهم الرحمة، ومجمع أديانهم محبة ورحمة تترجم سلاما.. ادخلوها بسلام .
في التفاصيل، صورة البابا الطيب، قداسة البابا تواضروس الثاني أطال الله عمره ، في تونيته الزاهية ، و التاج فوق رأسه ، يتوكأ عكازه ، يتصدر زفة شعبه في قلب الشعب المصري ، صورة ولا أجمل منها خيال ، تحتفظ بها الأجيال جيل وراء جيل.
صورة بابا المصريين يستقبل رمز المواطنة ، رئيس الجمهورية ” عبد الفتاح السيسي ” ، وتهطل عليهما في خطوهما زخات من الفل تحمل البركات والدعوات الطيبات، ولا تخفى عن السامعين رمزية الفل الأبيض، بمعني النقاء، والجمال، والصفاء، والبهجة، والحب، والوفاء ، وكلها صفات تشكل الاحتياطي الاستراتيجي المصري من المحبة ، والمحبة من المعادن القلبية النادرة اللازمة لصناعة رقائق الفرح، مصر تنفرد بإنتاج المحبة من أبارها العذبة في نفوس الشعب المصري وتصدرها إلى العالم.
صورة الرئيس السيسي مغتبطا يهنيء أخوته بالعيد، ويقول فيهم قولا جميلا ، الغبطة في وجه الرئيس تترجم كلمات طيبات وتبريكات ..
حضور القداس من الشعب وكبار القوم يردون التحية الرئاسية بأحسن منها .. بالزغاريد.
قداس الميلاد المصري ربما القداس الوحيد في العالم الذي تصدح فيه الزغاريد وكأنها ترانيم لا مثيل لها في الكون..
حلم ولا علم ، الزغرودة في الحلم عادةً ما ترمز إلى الفرح والسعادة وتحقيق الأمنيات والخير، والزغرودة في القداس رمزاً للفرح الروحي والتسبيح ..
المصريون يصبغون كل الأديان بما في نفوسهم من محبة ، مجمع الأديان في مصر برهان علي ما نقول ويترجم سماحة شعب علم العالمين معني المواطنة في تجليها محبة .
زغرودة القداس التي تتشوق لها النفوس المتعبة من وعثاء الطريق، تعبير تلقائي عن الفرح الروحاني في القداس المسيحي، والزغرودة تشق أجواز الفضاء تعلن عن فرحة عظيمة، وكأنها من تسابيح الملائكة، تحمل شحنة عاطفية تكفي الكون غبطة.
عفوية الزغرودة في القداس من قلوب طيبة تحركت ألسنتها بالفرح ، وكأنها من جنس الألحان الكنسية المبهجة والتراتيل التي تغبط النفس .
الزغرودة في القداس تعبير خاص عن الغبطة التي تملأ الأواني (القلوب والأرواح) الفارغة من المحبة.
تفاصيل القداس في كنيسة ميلاد المسيح كثيرة، وكل تفصيلة تقود إلى تفصيلة، والتفاصيل ترسم لوحة وطن المحبة .
كل ترنيمة تأخذ بيدك إلي لحن، وكل ترتيلة من التراتيل تسبح بك في سماء رحيبة، قداس الميلاد في مصر ليس له مثيل في البلاد.




