أخبار مصرتوبمنوعات

نسائم الجمعة .. الصلاة وعظمتها في حياة الأمم .. ورد فعل سليمان عليه السلام بعد أن فاته العصر

كتب- أحمد أبو زيد

تأملات عميقة فيما بين أيدينا من آيات الحبيب لم تكن تتوقعها من قبل، تصل في نهايتهـا إلى نظرة جديدة عن الصلاة.

*لأنها الصلاة .. فقد أوصى الله عيسى عليه السلام بالصلاة وهو في المـهد صبيا .. وليـدًا في مهـده يقـول﴿وأوْصانِي بِالصَّلاةِ﴾.

*ولأنها الصلاة .. لما نهى شعيـبٌ علـيه السلام  قومـه عن الشـرك وعن الفسـاد الاقتصـادي  حيث الغش في الميزان وأكل أموال الناس بالباطل﴿قالُوا ياشُعَيْبُ أصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ﴾ أرأيت بمَ يُعرف المصلحون، وماذا يُعظّمون.. من خلال الصلاة…

*ولأنها الصلاة .. يتـرك إبراهـيم عليـه السلام أهـله في صحراء قاحلة ثم يقول:

﴿رَبَّنا إنِّي أسْكَنْتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ﴾.

*ولأنها الصلاة ..  يأتي موسى عليه السـلام لموعـدٍ لا تتخيل العقولُ عظمته، فيتلقى أعظمَ أمرين :

﴿إنَّنِـي أنا اللهُ لا إلَهَ إلّا أنا فاعْبُـدْنِي وأقِـمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي﴾

*ولأنها الصلاة .. ما أجـلَّ هذا الوحي :

﴿وأوْحَيْنا إلى مُوسى وأخِيهِ أنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُما بِمِصْرَ بُيُـوتًـا واجْعَـلُـوا بُيُـوتَـكم قِبْـلَةً وأقِـيمُـوا الصَّـلاة﴾

ولأنها الصلاة .. سليمان عليه السلام يضربُ أعناقَ خيله وسوقَـها؛ لأنها شغلته عن صلاة العصر: ﴿فَقـالَ إنِّي أحْـبَبْـتُ حُـبَّ الخَـيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتّى تَوارَتْ بِالحِجـابِ ۞ رُدُّوهـا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ والأعْناقِ﴾ بالله عليك: ما حالي وحالك عند فوات الصلاة؟.

تفسير آيات سيدنا سليمان:

تصف موقف النبي سليمان عليه السلام عندما شغلته الخيل الأصيلة عن صلاة العصر حتى غابت الشمس، فقال: “رُدُّوها عليَّ” فأمر بمسح سيقانها وأعناقها، إظهاراً لحبه للخيل، وتندمًا على انشغاله عن ذكر ربه (صلاة العصر).

خبّر الله تعالى عن عرض هذه الخيل على النبي سليمان عليه السلام في وقت العصر، فلَهِيَ بجمالها وسرعتها عن ذكر الله حتى توارت عن عينه، فندم على ذلك وعقر بعضها وأعطى بعضها الآخر صدقة لله، كما ذكر تفسير ابن كثير والمفسرون.

وقيل لم يذبح سيدنا سليمان الخيل، بل تلهّى بها عن ذكر الله في وقت صلاة العصر، وعندما تذكر ذلك، أمر بإرجاعها، ثم بدأ يمسح على سيقانها وأعناقها مداعبة لها ، ويُفسر البعض أن “مسحاً” هنا تعني إزالة العرق عنها، لا ذبحها، استجابةً لأمر الله ورغبةً في التوبة عن الانشغال عن الصلاة، مع العلم أن هذه الخيول كانت عظيمة وذات صفات خارقة في بعض الروايات، وقد تضمنت بعضها أجنحة، كما تشير السنة النبوية.

“الصافنات الجياد” تعني الخيل السريعة والجميلة، وتحديداً الخيول التي تقف على ثلاث قوائم وترفع الرابعة على طرف حافرها (الصافنات)، وهي من صفات الخيل الأصيلة والسريعة (الجياد).

والصافنات.. هي الخيل التي تصطف وتجتمع واقفة، والصَفْنُ هو وقوف الفرَس على ثلاث قوائم ورفع الرابعة على طرف الحافر، وهذا دليل خفتها ونبل أصلها.

الجياد.. الخيل الخفيفة والرشيقة والنفيسة.

“فَقَالَ إِنِّى أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّى حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ” يعنى: الشمس، وقيل: الخيل .

“رُدُّوهَا عَلَى فَطَفِقَ مَسْحا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ” قيل: مسح عراقيبها وأعناقها بالسيوف، وقيل: مسح عنها العَرَق، بعد ركضها والسباق بينها .

والذى عليه أكثر السلف الأول، فقالوا: اشتغل بعرض تلك الخيول حتى خرج وقت العصر وغربت الشمس، روى هذا عن على بن أبى طالب وغيره، والذى يقطع به أنه لم يترك الصلاة عمدا من غير عذر، اللهم إلا أن يقال: إنه كان سائغا فى شريعتهم فأخر الصلاة لأجل أسباب الجهاد وعرْض الخيل

وقد أرجع طائفة من العلماء تأخير النبى صلّ الله عليه وسلم صلاة العصر يوم الخندق، أن هذا كان مشروعا إذ ذاك، حتى نسخ بصلاة الخوف، قاله الشافعى وغيره.

وقال آخرون: بل كان تأخير النبى صلّ الله عليه وسلم ،صلاة العصر يوم الخندق نسيانا، وعلى هذا فيحمل فعل سليمان عليه السلام على هذا، والله أعلم.

وأما من قال: الضمير فى قوله حتى توارت بالحجاب، عائد على الخيل، وأنه لم تفته وقت صلاة، وإن المراد بقوله: “رُدُّوهَا عَلَى فَطَفِقَ مَسْحا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ”.

يعنى: مسح العرق عن عراقيبها وأعناقها حتى لم يظهر عرق لها

*ولأنها الصلاة .. أين ومتى جاءت بشرى الولد لزكريا عليه السلام بعد أن بلغ من الكبـر عِتيّا ﴿فَنادَتْهُ المَلائِكَةُ وهو قائِمٌ يُصَلِّي في المِحْرابِ أنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى﴾.

*ولأنها الصلاة .. يُشغل الكفـارُ رسول الله صلّ الله عليه وسلم عن صلاة العصر .. فيـدعـو عليـهم دعـاءً مرعبًـا: ﴿مـلأ الله قبورهم وبيوتهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة﴾

*ولأنها الصلاة .. كانت آخر ما وصى به نبيـنا محمد صلّ الله عليه وسلم وهو على فراش الموت:  ﴿ الصلاة .. الصلاة ﴾.

ليتنا نهتم بتعليمها لذريتنا وصغارهم كما نهتم بصحتهم وتعليمهم وأنديتهم وألعابهـم .. طالما أننا نحبهم ونخاف عليهم….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى