اللبناني وليد عماد يكتب لـ «30 يوم»: من أين يبدأ فساد الإنسان
الإنسان لا يولد فاسداً ، بل يفسد حين ينسى أن الفضيلة تحتاج إلى مجهود مستمر،إلى مراقبة للنفس، إلى حوار مع العقل.
والسؤال من أين يبدأ فساد الإنسان؟.
ربما ليس من طبيعته كما اعتقد المتشائمون بل في انقطاعه عن المعرفه كما قال سقراط.
فالجهل ليس مجرد غياب للعلم عن الإنسان بل انطفاء الوعي، وحين يتوقف الإنسان عن مساءلة نفسه ويتحول الى كائن تحكمه العادة والهوى والغريزة أحياناً.
وكما يقول سقراط أن من يعرف الخير لا يمكن أن يفعل نقيضه، لأن الفهم يبدل الرغبة والجهل وحده يجعل الشر ممكناً ، لكننا نعيش اليوم في زمن متناقض وغريب…
حين تتضاعف فيه المعارف والعلوم وسهولة البحث عن أي معلومة بينما يقل الوعي وحين تفتح أمام الناس نوافذ نور العلم لكنه يختار الظلام، ويصدق ما يريحه لا ما ينيره.
كما رأى أفلاطون أن المجتمع الفاسد هو انعكاس لأفراده، وأن الطبقة التي يحكمها الجهل لا يمكنها إلّا أن تعيد إنتاجه…
فحين تقود الشهوات العقل يغيب العدل ويتحول الطموح إلى جشع والشجاعة لعنف، والحكمة إلى تبرير للمصالح الأنانية القاتلة.
الفساد إذن لا يقاس فقط بالسرقة أو الخيانة بل بمدى انفصال الإنسان عن وعيه الأخلاقي، وحين تكف عن التفكير نصبح أدوات في يد الغرائز.
وأخيراً ….وليتذكر كل إنسان أن كل المناصب والجاه والاستغلال والقوة والتكبر والتعالي كما التواضع والكرم والغنى والفقر والجمال لا يبقى معه سوى عمله بخيره وشره.
اللهم أرزقنا الوعي والعقل واهدينا لدروب النور.
اقرأ أيضا
اللبناني وليد عماد يكتب لـ «30 يوم»: كن صديقا صادقا




