توبكُتّاب وآراء

د. عبد المريد عبد الجابر يكتب لـ «30 يوم»: مبادرة وطنية لتعزيز الوعي الفردي والمجتمعي نحو مجتمع أكثر إدراكًا

أطلقت كلية الآداب بجامعة العاصمة مبادرة «الوعي حياة»، خطوة علمية واجتماعية رائدة تهدف إلى تعزيز الوعي لدى الأفراد والمجتمع في مصر.  من خلال خلال لقاء جمع رئيس جامعة العاصمة، الأستاذ الدكتور السيد قنديل، وعميد كلية الآداب، الأستاذ الدكتور أحمد الراوي، وعدداً من الوكلاء، بحضور الصحفي محمد الباز.

تأتي هذه المبادرة في ظل تحديات وطنية معقدة، من مؤامرات خارجية، وتحولات اجتماعية واقتصادية متسارعة، إلى تزايد الأزمات الأسرية والنفسية. وتؤكد المبادرة أن الوعي لم يعد مجرد نقاش أكاديمي، بل أصبح ضرورة لحماية الفرد والأسرة والمجتمع والوطن.

كما يشير اسم المبادرة «الوعي حياة» إلى الهدف الأسمى لبناء مجتمع واعٍ، من خلال تعزيز القيم الإنسانية الأساسية مثل الرحمة والانتماء والمسؤولية، وفهم جذور المشكلات السلوكية والاجتماعية، لتصبح التوعية أداة عملية للتغيير الإيجابي على صعيد الأسرة والمجتمع بأسره.

وأتمني من القائمين على المبادرة  تجاوز الطرح النظري، عبر إنشاء مركز للتوعية بكلية الآداب يعمل كمقر خدمي وتنموي، يقدم برامج تعليمية وتوعوية مستمرة. يهدف المركز إلى تنفيذ المبادرة عبر دورات وورش عمل تهدف إلى تنمية مهارات الحياة، إدارة الضغوط والتوتر، والتعامل مع الأزمات المجتمعية، بما يسهم في بناء شخصية واعية تتعامل بالحكمة والبصيرة مع مختلف أمور الحياة.

وأتطلع أيضا إلى أن تركز خطة المبادرة  على ربط الجامعة بالمجتمع من خلال إعداد كوادر علمية وميدانية مؤهلة، وقياس أثر التوعية لضمان استدامتها. كما تتناول المبادرة التحديات الأسرية والاجتماعية الواقعية، مثل الأمومة السامة، العنف، والإهمال النفسي، مع الحفاظ على الصورة الإيجابية للأم المصرية التقليدية.

ومن جهة ذات أهمية يعد الوعي حجر الزاوية لفهم الذات وإدراك المحيط، فهو يشمل الانتباه الداخلي لمشاعرنا وأفكارنا، والانتباه الخارجي لما يحدث حولنا من أحداث وعلاقات. وتكمن أهميته في أنه يمكّن الفرد من اتخاذ قرارات سليمة، إدارة الضغوط والتوتر، تحسين العلاقات الاجتماعية، والوقاية من الانحرافات السلوكية. كما يعزز الوعي النمو الشخصي والتطور الذاتي، ويشكل درعًا نفسيًا يحمي الفرد والأسرة والمجتمع، ما يجعله عنصرًا أساسيًا في بناء مجتمع واعٍ ومسؤول كما تسعى إليه مبادرة “الوعي حياة”.

تشير الدراسات النفسية أيضًا إلى أن الوعي الأسري يقلل من تأثير العنف النفسي والأمومة السامة، ويساهم في تعزيز النمو السليم للأطفال، مما يربط بين الفهم النفسي والوعي الاجتماعي كأساس لحياة أفضل.

في هذا الإطار، وضعت جامعة العاصمة نفسها في صدارة المؤسسات الأكاديمية التي تساهم بفاعلية في بناء مجتمع واعٍ قادر على مواجهة التحديات الراهنة بكل وعي ومسؤولية.

كاتب المقال:  الأستاذ الدكتور عبد المريد عبد الجابر قاسم، أستاذ علم النفس بجامعة العاصمة والمعار حالياً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى