أحمد النبوي يكتب لـ «30 يوم»: محاكم التفتيش من صلاح لفيديو السقا
سؤال لكل من يهاجم فيديو أحمد السقا.. من في مصر لم يتحدث عن أزمة محمد صلاح الأخيرة؟
طيب، من في مصر سواء كان له علاقة بالكرة أو لا لم يكتب على وسائل التواصل الاجتماعي رأياً في القصة؟
من في مصر لم يتمنى ولم يحلم أن يُسجل صلاح هدفاً أو اثنين بدلاً من صناعة هدف واحد في مباراة الأمس ضد برايتون؟
دعونا نقول إن أزمة صلاح الأخيرة جعلت كل المصريين يدعمون صلاح ابنهم، خصوصاً بعد ظهور لجان الجماعة الإرهابية التي اتهمت صلاح بأن ما يحدث له نتيجة عدم دعمه للأحداث في غزة وطبعاً هذا الكلام ظلم كبير لصلاح.
والقصة بالنسبة لأعضاء الجماعة الإرهابية ليست غزة كما يدعون، ولكنها كراهية معلنة لنجومية صلاح الذي رفض سابقاً أن يكون أداة دعاية أو واجهة لتلك الجماعة الإرهابية، حتى عندما كانت في السلطة، ولم ينساق ويقع في فخ وقع فيه آخرون.
وكانت تلك اللجان تعمل دائماً لتصيد أي شيء لتشويه صورة صلاح، ولن أذكرها حتى لا أقوم بالدعاية لهم، ولكنها كلها أشياء تنم عن مرض نفسي يمتلكهم وحقد وغل على نجاح صلاح بعيداً عن سيطرتهم.
ونعود مرة أخرى لسؤال بسيط.. لو كتب أي فنان عالمي بوست أو تصريحاً تليفزيونياً يدعم فيه صلاح، ماذا سيكون رد فعل المصريون؟ بالطبع الكل سيشيد بموقف الفنان العالمي مع ابننا صلاح، وسيكون هذا البوست شيراً في صفحات كل المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي، وستجد ملايين التعليقات التي تشيد بالنجم العالمي المحب لصلاح، وكيف أن الفن يرتبط بالرياضة، وكيف أصبح صلاح أيقونة عالمية ليس بين الرياضيين فقط، ولكن في الفن أيضاً.
ولكن عندما يقوم أحمد السقا بعمل فيديو، نجد الأزمة تحولت من صلاح إلى التركيز والهجوم على السقا ونتساءل.. هل السقا عمل الفيديو بصفتة نجماً مصرياً وعربياً؟ أم كونه مواطناً مصرياً محباً لصلاح وغيوراً عليه؟
قبل الإجابة الجميع يعرف أن السقا جدع وابن بلد، ووقت الشدة هتلاقيه جنب أصحابه وهذه الصفات كافية لتعرف الإجابة إنه قام بعمل الفيديو كمواطن غيور ومحب لمصري آخر ناجح يسعد الملايين اسمه محمد صلاح وهو اعتقد أن ذلك دور عليه تجاه صلاح، وليس حباً أو رغبة في تريند محلي.

وأنا هنا لا أدافع عن السقا وما فعله، خصوصاً أنه لم يفكر جيداً في المتلقي الإنجليزي هل سيهتم بهذا الفيديو؟ وهل سيصل أصلاً للمدير الفني ويستوعب الهدف منه؟ أشك أن السقا فكر في ذلك، وإنه كمواطن مصري أخذته الحمية ليدعم صلاح، وهو نفس الأمر الذي نفكر فيه جميعاً كيف نستطيع أن ندعم صلاح ونسانده، رغم أننا لسنا بقادرين على ذلك فعلياً؟ ولكننا نتمنى جميعاً أن تنتهي الأزمة، ليس ذلك وفقط، ولكن ليعود صلاح للتألق وإحراز الأهداف واستمرار الأسطورة، ونتمنى أن يحصل على جائزة أفضل لاعب في العالم، رغم أننا كشعب مصري منحناه ذلك اللقب، ولكن نريد أن يعترف العالم بأكمله ليكتب في صفحات التاريخ. وندعو جميعاً لصلاح أن يحصل منتخبنا على بطولة أفريقيا ويتألق بها صلاح، لتصبح الفرحة فرحتين لمصر ولصلاح على المستوى الشخصي.
علينا جميعاً التفكير في الأزمات بشكل سليم، ولنتذكر أننا لسنا محاكم تفتيش على الآخرين، وليس تصيد أفعال الآخرين والهجوم والسخرية منها ونسيان الأزمة الأصلية وإن كنا جميعاً لا نستطيع أن نجعل لأصواتنا قيمة مضافة لصلاح في ليفربول، فأبسط الإيمان أننا نملك القدرة على دعم المنتخب الذي يضم صلاح في بطولة أفريقيا الأسبوع المقبل.
موضوعات ذات صلة
أحمد النبوي يكتب لـ «30 يوم»: أسطورة الملك المصري محمد صلاح




