في خطوة تعكس التقدير الدولي للمكانة العلمية لمصر، سطر المجتمع العلمي الدولي إنجازاً تاريخياً جديداً للمرأة المصرية بانتخاب الاستاذ الدكتورغادة بسيوني، أستاذ الكيمياء بكلية الهندسة جامعة عين شمس، والرئيس الأكاديمي لجامعة ساكسوني مصر للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، ورئيس جامعة سينيكا الكندية بالقاهرة، عضواً في المجلس الاستشاري لمنظمة الشراكة العالمية للأكاديميات (InterAcademy Partnership – IAP) للفترة من 2025 إلى 2028 وبهذا الانتخاب، تصبح الدكتورة غادة بسيوني أول سيدة مصرية تتقلد هذا المنصب الدولي الرفيع.
جاء هذا الإعلان تزامناً مع استضافة مصر للمؤتمر الثلاثي رفيع المستوى للمنظمة، الذي عُقد في العاصمة الإدارية الجديدة في الفترة من 8 إلى 11 ديسمبر الجاري. وشهد الحدث تجمعاً عالمياً ضخماً ضم أكثر من 300 خبير وقيادة علمية من نحو 80 دولة، يمثلون أكثر من 150 أكاديمية علمية حول العالم.
حضور رفيع المستوى ودعم حكومي
شهد الحفل الافتتاحي للمؤتمر حضوراً رسمياً رفيع المستوى، حيث شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، نائباً عن فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي. كما حضر لفيف من الوزراء وكبار رجال الدولة، منهم الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة، والفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة، إلى جانب نخبة من السفراء ورؤساء الأكاديميات العلمية الدولية.
تصريحات وتطلعات مستقبلية
صرحت الدكتورة غادة بسيوني قائلة: “إن اختياري ضمن لجنة المستشارين للشراكة العالمية للأكاديميات يعد شرفاً كبيراً لي وتكريماً للعلماء المصريين كافة. تُعد الشراكة العالمية (IAP) منصة حيوية تجمع صفوة العقول العلمية لمواجهة التحديات الإنسانية الكبرى”.
وأضافت بسيوني: “إن استضافة مصر لهذا المؤتمر للمرة الأولى في العالم العربي والإسلامي هي رسالة واضحة بأن صوت العلماء المصريين والعرب يستحق مكانة متميزة على الطاولة العالمية. وسأعمل خلال فترتي الممتدة لثلاث سنوات على تعزيز التعاون العلمي والابتكار، ودعم القدرات البحثية للأكاديميات المصرية والعربية، لضمان مشاركة فعالة في صياغة مستقبل العلاقة بين العلم والسياسة والمجتمع”.

وعن الشراكة العالمية للأكاديميات (IAP) تعد الشراكة العالمية للأكاديميات (IAP) الصوت العالمي للعلوم، حيث تضم في عضويتها أكثر من 150 أكاديمية وطنية وإقليمية في مجالات العلوم والطب والهندسة من أكثر من 100 دولة. وتهدف المنظمة إلى تقديم مشورة علمية مستقلة ومبنية على الأدلة للحكومات والمنظمات الدولية بشأن القضايا الحرجة المتعلقة بالصحة، البيئة، والتكنولوجيا، مؤمنة بأهمية ربط العلم بالسياسات العامة في عصر التحولات الكبرى.
مسيرة علمية حافلة
تُعد الدكتورة غادة بسيوني نموذجاً مشرفاً للأكاديميات المصريات؛ فهي حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة ميونخ التقنية بألمانيا، ونالت العديد من الجوائز المرموقة، منها جائزة الدولة التشجيعية في الكيمياء، وجائزة الشباب العالمي من المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس). وإلى جانب مهامها الأكاديمية، تشغل مناصب قيادية دولية، أبرزها عضويتها في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية (IUPAC)، فضلاً عن دورها البارز في تنسيق التعاون العلمي بين مصر ودول كبرى مثل ألمانيا وإيطاليا واليابان.
نجاح التنظيم المصري
من جانبها، أكدت الدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا (ASRT) – الجهة المستضيفة للحدث – أن المؤتمر يمثل “حدثاً استثنائياً يؤكد الثقل العلمي العالمي لمصر، وقدرتها على الفوز بحقوق استضافة الفعاليات الكبرى وسط منافسة دولية قوية”. ويأتي هذا النجاح تتويجاً للجهود المصرية المستمرة في تعزيز منظومة البحث العلمي والابتكار وتطوير الشراكات الدولية.




