محمد عادل فتحي يكتب: افيقوا يا معشر ليفربول
دائما ما أذكر نفسي وكل من أعمل معه بأن أسماء الكيانات العملاقة والإنجازات الفريدة لا تصنع من خلال المباني والإمكانيات المادية بل تصنع بالبشر والأساطير الخالدة فأي مؤسسة شركة أو نادي يقوم في الأساس على أكتاف صانعيه من البشر، فلا معنى لمكاتب فخمة أو ملاعب عملاقة دون من يحركها واضعا بصمته التي يكتبها التاريخ.
هذه المقدمة تأتي في ظل قناعتي الكبيرة بكل كلمة فيها مثالا وتعبيرا نموذجيا عن ما يحدث مع نجمنا واسطورتنا محمد صلاح في نادي ليفربول الإنجليزي فمحمد صلاح ليس لاعبا عاديا مر على ليفربول بل نجم تاريخي وأسطورة حية بكل ما تعنيه الكلمة ولعل لغة الأرقام ترد ولو بجزء بسيط عن مكانة الرمز المصري الكبير والذي أصبح بما لا يدع مجالا للشك رمزا لنادي ليفربول لا يمكن التعامل معه إلا بما يناسب قيمته.
شهد ليفربول تحولا تاريخياً منذ انضمام محمد صلاح إلى صفوفه في صيف 2017. فبعد عقد كامل (2007–2017) لم ينجح الفريق خلاله سوى في تحقيق بطولتين فقط كأس الاتحاد وكأس الرابطة، جاء صلاح ليغيّر هوية النادي تماماً ويضعه مجدداً على خارطة المنافسة. وخلال ثماني سنوات فقط من وجوده (2017–2025)، حصد ليفربول تسع بطولات كبرى، بينها الدوري الإنجليزي بعد غياب دام 30 عاماً، ودوري أبطال أوروبا، والسوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية. الأرقام تُظهر بوضوح أن حقبة ما بعد صلاح كانت الأكثر ازدهاراً وإنجازاً في تاريخ النادي الحديث.
لم يكن تأثير محمد صلاح مقتصراً على تسجيل الأهداف فحسب، بل امتد ليشمل هيكلة الفريق وطريقة اللعب تحت قيادة يورجن كلوب. فقد ساهمت أهدافه الحاسمة – التي تجاوزت 250 هدفاً في مختلف البطولات – في إعادة ليفربول إلى منصات التتويج محلياً وأوروبياً. سجّل صلاح 44 هدفاً في موسمه الأول فقط، وكسر الرقم القياسي لأهداف ليفربول في الدوري الإنجليزي خلال موسم واحد (32 هدفاً)، كما أصبح الهداف التاريخي للفريق في دوري الأبطال برصيد 41 هدفاً. هذه الأرقام وضعت اللاعب ضمن أهم من مرّوا على النادي عبر تاريخه.
أحدث وجود محمد صلاح نقلة نوعية في استقرار ليفربول الفني، إذ تحوّل الفريق من منافس غير ثابت إلى قوة ضاربة في إنجلترا وأوروبا. وصل النادي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مرتين في أول موسمين لصلاح، ثم تُوّج بالدوري الإنجليزي محققاً رقماً قياسياً تاريخياً بـ99 نقطة. وبوجوده، أصبح الفريق يمتلك قدرة هجومية متوازنة تُبنى عليها الخطط طوال المواسم، إلى جانب الثبات الخططي والدفاعي الذي ظهر تحت قيادة كلوب. هذه الطفرة جعلت صلاح أحد أبرز العوامل التي أسهمت في إعادة حلم جماهير ليفربول إلى الواقع وعلى الصعيد الفردي استحق صلاح جائزة أفضل لاعب في العالم لولا الحسابات غير السليمة التي استند عليها فيفا ونال صلاح كل الألقاب الفردية.
لا يجب أن يكون التعامل مع صلاح بهذا الجحود من إدارة حققت ما يقرب من 400 مليون جنيه إسترليني مكاسب بفضل وجود نجمنا وهنا أخاطب الإدارة وليس مدرب أو مدير فني فالادارة يجب أن تحافظ على اسطورتها وتدفعه لمزيد من التفوق.
افيقوا يا إدارة ليفربول ورهاني سيكون على الجماهير التي تقدر محمد صلاح وتعرف حجم عطائه وأعتقد أنها ستكون كلمة السر في منح أفضل لاعب في تاريخ ليفربول حقه.
اقرأ أيضا
محمد عادل فتحي يكتب: الأهلي والتعليم مش «بايظين»




