أعلنت القاهرة من داخل معرض «إيديكس 2025» عن بدء تصنيع أجزاء رئيسية من المقاتلة الفرنسية «رافال» داخل مصانع الهيئة العربية للتصنيع، بعد حصولها رسميًا على اعتماد شركة «داسو» كمورد معتمد ضمن سلسلة إنتاج الطائرة،مايُعد تحولًا تاريخيًا في مسار الصناعة الدفاعية المصرية.
هذا التطور- كما يشير موقع الدفاع العربي- يضع مصر فعليًا داخل شبكة التصنيع العسكري العالمية، وينقلها من مرحلة استيراد السلاح إلى المساهمة المباشرة في إنتاجه، بما يعزز استقلاليتها في الصيانة والدعم الفني ويفتح الباب أمام برامج تسليح محلية مستقبلية.
وأوضح رئيس الهيئة العربية للتصنيع أن التعاون مع «داسو» بدأ قبل نحو عامين، وشمل تدريب مهندسين وفنيين مصريين في فرنسا.
وبعد سلسلة تقييمات فنية، تأكدت الشركة الفرنسية من التزام المصانع المصرية بالمعايير المطلوبة، خصوصًا في تصنيع أجزاء من جناح رافال.
وقد عرضت «داسو» بالفعل خلال معرض لوبورجيه الأخير مكونات مصنعة بالكامل في مصر، في إشارة واضحة إلى مستوى التطور الصناعي الذي تم بلوغه.
الصحافة الإسرائيلية تعلق
الصحافة الإسرائيلية تطرقت بدورها إلى الحدث، حيث رأت صحيفة «معاريف» أن التعاون بين مصر وفرنسا والولايات المتحدة يعزز قدرات سلاح الجو المصري.
مشيرة إلى أن القاهرة تسلمت مؤخرًا ثلاث طائرات «رافال F3R» مزودة بتسليح بعيد المدى ضمن صفقة تشمل 30 مقاتلة.
الصحيفة عبّرت عن قلق إسرائيلي متزايد من وتيرة التحديث العسكري المصري، خاصة في ظل استمرار التعاون العسكري بين القاهرة وباريس دون قيود سياسية واضحة.
سمير فرج يكشف السر
و قدّم اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي والمدير الأسبق لإدارة الشؤون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية، قراءة تاريخية لمسار الصناعة الدفاعية في مصر.
وأوضح أن فكرة التصنيع الحربي تعود إلى ما بعد ثورة 1952 حين بدأ الرئيس جمال عبد الناصر بناء قاعدة صناعية عسكرية بالتعاون مع الاتحاد السوفيتي، وصولًا إلى إنشاء مصنع الطائرات في حلوان والطائرة النفاثة «القاهرة 500».
لكن هزيمة 1967 دفعت الجيش إلى الاعتماد مجددًا على استيراد السلاح لتعويض خسائره، فتراجع زخم الصناعة المحلية.
وأضاف فرج أن حرب أكتوبر 1973 أعادت الزخم للتخطيط العسكري، ما أدى إلى إنشاء الهيئة العربية للتصنيع بالشراكة مع الإمارات والسعودية وقطر، قبل أن تتولى مصر إدارتها بالكامل عقب اتفاقية كامب ديفيد وانسحاب الدول العربية منها. وبرغم التطور المحدود في فترات لاحقة، نجحت مصر في تصنيع دبابات «M1A1» الأمريكية في مصنع 200، لكن التحول الحقيقي – وفق فرج – بدأ مع وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الحكم.
وبيّن اللواء، أن السيسي تبنى إستراتيجية مزدوجة تعتمد على تنويع مصادر التسليح بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية، وتحديث الصناعات الحربية عبر شراكات دولية واسعة.
وقد شمل ذلك تحديث المصانع بالتعاون مع بيلاروسيا، وتطوير قدراتها تحت إشراف قادة جدد في الهيئة العربية للتصنيع.
شراكة مع دول عدة
وفي إطار هذه الرؤية، قال فرج أن مصر دخلت في شراكة مباشرة مع شركة «داسو»، حيث أوفدت فرق من المهندسين والفنيين للتدريب في فرنسا، قبل أن تصبح المصانع المصرية جزءًا معتمدًا من سلسلة الإنتاج الخاصة بالرافال، وهو ما ظهر بوضوح خلال عرض داسو للأجزاء المصنّعة في مصر في معرض «لوبورجيه» الجوي الأخير.
وأكد فرج أن هذا التوجه لا يقتصر على فرنسا، بل يشمل التعاون مع دول عدة مثل كوريا الجنوبية في مشروع مدفع «K9»، إضافة إلى اتفاقيات مع الصين لتصنيع الطائرات المسيّرة، ومشاريع مع ألمانيا مثل تصنيع إحدى الفرقاطات محليًا في ترسانة الإسكندرية.
وشدد على أن مصر تعتمد سياسة متوازنة بين الشرق والغرب، وتستهدف توطين صناعة السلاح بدل الاكتفاء بشرائه، لضمان عدم الارتهان لدولة واحدة في التسليح.
وأوضح أن هذه الإستراتيجية تُترجم حاليًا في توسع الصناعات الحربية المصرية، وتنظيم معارض تسليحية كبرى مثل «إيديكس» للترويج للمنتجات المصرية في الأسواق الإفريقية والعالمية.
موضوعات متعلقة
إسرائيل قلقة من قوة الجيش المصري .. وخبير يرد على هاليفي
مصر تعلن عن تصدير قنابل « حافظ » بأنواعها خارقة للتحصينات وتناظر الأمريكية .. صور
محافظ شمال سيناء : أي حد هيقرب من حدود مصر سيكون الرد مفاجئا للعالم كله




