تاريخ انتهاء الدواء .. الشركات تخدع المرضى لتحقيق مكاسب مهولة.. أطباء يكشفون المستور
رصد ومتابعة سفير/ مدحت القاضي
مقالٌ مُلهم – لا غنى عنه للجميع (ليس فقط الأطباء)
قبل عام ١٩٧٩، لم تكن الأدوية تحمل تواريخ إنتهاء صلاحية مطبوعة على عبواتها.
بدأت هذه الممارسة في الولايات المُتحدة عام ١٩٧٩.
شارك الدكتور موهان سريدهار (فلوريدا، الولايات المُتحدة الأمريكية) الأفكار التالية في مقاله نعرض أهم ما بها :
هل تنتهي صلاحية الأدوية حقًا؟ أم أننا نُضلّل من قِبل شركات الأدوية؟
بقلم: ريتشارد ألتشولر
تخيل هذا:
زجاجة تايلينول (باراسيتامول) مكتوب عليها “لا تستخدم بعد يونيو ١٩٩٨”.
الآن، أغسطس ٢٠٠٢.
هل يجب عليك الاستمرار في تناوله أم التخلص منه؟
هل سيضرك؟
أم أنه سيقلل فعاليته قليلًا؟
هذا السؤال يطرح سؤالاً أكبر –
عندما يطبع المصنعون تواريخ إنتهاء الصلاحية، هل يحموننا حقًا؟
أم أنها خدعة تسويقية ذكية أخرى لدفعنا لشراء المزيد من الأدوية دون داعٍ؟
بدافع الفضول لمعرفة الحقيقة، بدأتُ أبحث في قواعد البيانات الطبية والأبحاث.
إليكم ما اكتشفته
{الحقيقة حول تواريخ إنتهاء الصلاحية}:
1. تاريخ انتهاء الصلاحية – المطلوب قانونيًا في الولايات المُتحدة منذ عام 1979 – يعني ببساطة أن الشركة المصنعة تضمن السلامة والفعالية الكاملتين حتى ذلك التاريخ.
هذا لا يعني أن الدواء يصبح غير آمن أو عديم الفائدة بعد ذلك.
2. يتفق الخبراء على أن معظم الأدوية تظل آمنة وفعالة لفترة طويلة بعد تاريخ إنتهاء صلاحيتها – حتى بعد عدة سنوات.
3. تٌشير الدراسات إلى أنه على الرغم من أن الأدوية قد تفقد بعضًا من فعاليتها بمرور الوقت، إلا أنها نادرًا ما تفقد فعاليتها تمامًا.
4. في كثير من الحالات، تظل الأدوية فعالة بنسبة تصل إلى 90% حتى بعد 10 سنوات من تاريخ إنتهاء صلاحيتها.
{أكبر دراسة – أجراها الجيش الأمريكي}:
وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال (29 مارس 2000)
كان لدى الجيش الأمريكي مخزون من الأدوية تزيد قيمته عن مليار دولار.
وبموجب اللوائح، كان يجب التخلص من هذه الأدوية كل سنتين إلى ثلاث سنوات – وهو ما يُعدّ هدرًا هائلًا.
لذلك، بدأ الجيش، بالتعاون مع إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، برنامجًا اختباريًا واسع النطاق لتحديد مدة الصلاحية الحقيقية لهذه الأدوية.
اختبروا أكثر من 100 نوع من الأدوية –
ووجدوا أن حوالي 90% منها ظلّت آمنة وفعالة لمدة تصل إلى 15 عامًا بعد تاريخ إنتهاء الصلاحية المطبوع!
{صرح فرانسيس فلاهيرتي، مدير المشروع}:
“تاريخ إنتهاء الصلاحية لا يعني أن الدواء يصبح غير مستقر أو خطيرًا بعد ذلك الوقت.”
“يستخدم المصنعون تواريخ انتهاء الصلاحية لأغراض تسويقية أكثر منها لأغراض علمية.”
{أضاف جويل ديفيس، المسؤول السابق في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية}:
“بإستثناء بعض الاستثناءات – مثل النتروجليسرين والأنسولين وبعض المضادات الحيوية السائلة – فإن معظم الأدوية تدوم طويلًا بشكل مدهش.”
{حالة الاسبرين}:
اختبرت باير أسبرينها الخاص بعد مرور 4 سنوات على إنتهاء صلاحيته – وكان لا يزال فعالًا بنسبة 100%!
{ووفقًا للدكتور ينس كارستنسن، الخبير الرائد في استقرار الأدوية}:
“حتى بعد 5 سنوات، وُجد أن أسبرين باير في حالة مٌمتازة.”
{الحقيقة الخفية}:
بعد قراءة كل هذا، اتضح كيف تربح صناعة الأدوية مليارات الدولارات سنويًا – لمجرد أن الناس يتخلصون من الأدوية “مٌنتهية الصلاحية” التي لا تزال صالحة للاستخدام تمامًا.




