توبرياضةكُتّاب وآراء

أحمد النبوي يكتب لـ «30 يوم»: أسطورة الملك المصري محمد صلاح

الأسطورة محمد صلاح ليس مجرد لاعب مصري يمتلك عقلية مختلفة عن أغلب اللاعبيين في العالم، وليس مجرد أرقام قياسية حققها في أقوى دوريات العالم بالدوري الإنجليزي، وليس مجرد أفضل لاعب في مصر والعرب وأفريقيا والعالم.

يحبه الجميع، فمحمد صلاح بالنسبة للمصريين هو الحلم، هو الأمل، والإصرار على تحقيق الذات وقهر كل المعوقات فهو كل حلم لكل مصري لم يستطع تحقيقه، ويعوضه بنجاح صلاح.

أسطورة صلاح ليست في موهبته في لعب كرة القدم فقط، ولكنه أسطورة حقيقية عاصرها المصريون ولم يسمعوا عنها في كتب التاريخ أو في حكايات تُسرد على المقاهي ولم يسهم الشعب المصري في صناعة تلك الأسطورة، بل استفادوا منها معنويًا ونفسيًا لأقصى درجة يمكن للعقل أن يتخيلها. فمتابعة مباريات صلاح ليست دعمًا له، وإنما هي لتجديد الأمل بداخل كل مشاهد مصري، وإحساسه بالفخر والسعادة ومتابعة أخبار صلاح هي استكمال للحلم الذي يراود الجميع.

وحتى من يحاول أن يهاجم أداء صلاح في بعض المباريات، وخاصة مع المنتخب، وأن صلاح لا يقدم نفس أدائه بالدوري الإنجليزي، فهؤلاء لا يهاجمون شخص صلاح، ولكنهم يريدون أن يظهروا على الساحة على حساب أسطورة صلاح، أو بلغة الأيام يحاولون “ركوب التريند”.

أنا لست هنا أدافع عن صلاح، فهو لا يحتاج إلى هذا الكلام، وهو يتعامل مع الإعلام بعقلية شديدة الذكاء، ولما لا؟ وهو من برج الجوزاء الذي يتميز بالذكاء الشديد والصبر والتحمل ويعشق العمل.

أستطيع أن أقول إن محمد صلاح الآن يريد دعم الجمهور والمحبين في هذا الوقت، خاصة أن عقله الآن في صراع داخلي رهيب فهو لا يبحث عن أشياء يمتلكها بالفعل، مثل الشهرة أو الألقاب أو الأموال، ولكنه يبحث عن الاستمرارية، ويريد إظهار الاحترام له ولتاريخه، ولكل ما قدمه لناديه على مدار سنوات، من مدربه فالغضب من الجلوس احتياطيًا هو رد فعل طبيعي من أسطورة في قمة مجدها.

وهنا يظهر الفارق بين مدرب وآخر؛ فمن الممكن أن يجلس صلاح احتياطيًا في مباراة، وهذا حدث من قبل، ولكن باتفاق مسبق وتصريحات صلاح الإعلامية الأخيرة ليست عشوائية أو نتيجة لحظة غضب، فمثل صلاح يفكر مليون مرة قبل أن يصدر كلمة. وهذه التصريحات مثل انفجار البركان الخامد، ليعلن للعالم أنه قادر على استكمال المسيرة لسنوات وبقوة.

وأن كرة القدم لعبة جماعية وليست فردية، ولا يمكن لأي نجم مهما كان اسمه وعظمته أن يلعب بمفرده، أو يكون هو السبب الوحيد في الفوز أو الخسارة. ولنترك صلاح يختار لنفسه ما يريده بعقله، فنحن لسنا أوصياء عليه، وكل ما علينا هو تقديم الدعم له بكل الوسائل المتاحة.

وليتأكد جميع المصريون أن هناك آخرون يغارون من أسطورة صلاح لأنهم لا يملكون لاعبًا يستطيعون بكل أموالهم وثرواتهم أن يجعلوه ربع أسطورة صلاح لذا تجد حملات ممنهجة للهجوم على صلاح، ليس بدافع النقد، ولكن بدافع إنهاء تلك الأسطورة وتشويهها، أو على الأقل محاولة امتلاكها ونسبها لهم.

ورغم ما ستسفر عنه الأيام القادمة، سيظل صلاح أسطورة مكتوب اسمه بحروف من ذهب في كتب التاريخ، ولن يستطيع أحد محوها.

موضوعات ذات صلة

صحف العالم: محمد صلاح يقترب من الرحيل عن ليفربول

فان دايك يتحدث عن مستقبل محمد صلاح مع ليفربول

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى