توبرياضةكُتّاب وآراء

عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : الأسبوع الاسود

شهد الشارع الرياضي المصري، خلال هذا الأسبوع، موجة من المشاعر المختلطة التي لم تحمل في طياتها إلا المرارة والإحباط، لم يكن الأسبوع مجرد سلسلة من الأحداث العادية، بل تحول إلى “الأسبوع الأسود” الذي ربط بين خيبة الأداء الجماعي للمنتخب الوطني في كأس العرب وبين الصدمة الفردية المفجعة برحيل البطل.

في الوقت الذي كانت فيه الجماهير تتطلع إلى أداء يليق بتاريخ منتخب مصر في بطولة كأس العرب، خاصة في ظل المنافسة الإقليمية، جاء الأداء الفني ليجسد حالة من الإحباط حيث تعادلات باهتة، ضعف في البناء الهجومي، أخطاء دفاعية متكررة، وغياب للروح القتالية المميزة التي اعتادت عليها الكرة المصرية.

لم يكن الأمر متعلقاً بالنتائج وحدها، بل بكيفية تحقيقها، لقد عكس الأداء في البطولة، حتى الآن، حالة من الضعف التكتيكي والتخبط في الاختيارات، مما أدى إلى خفوت نجم “الفراعنة” الذين بدوا وكأنهم يلعبون تحت ضغط نفسي هائل مع تحول المنتخب، الذي يُفترض أن يكون مصدر فخر في التجمعات القارية والإقليمية، إلى موضوع للجدل والنقد الحاد، الأمر الذي زاد من مرارة هذا الأسبوع.

على الصعيد الفني، عانى منتخب مصر المشارك في البطولة من مشكلة نقص الانسجام الواضح، وهي نتيجة طبيعية لغياب العمل المشترك الطويل، حيث يضم الفريق مزيجاً من اللاعبين المحليين والمحترفين الذين لم يسبق لمعظمهم خوض مباريات رسمية معاً.

تجلى هذا الضعف في البناء الهجومي البطيء والافتقار إلى الأفكار الإبداعية في الثلث الأخير، مما جعل الفريق يعتمد بشكل كبير على الكرات الثابتة أو المهارات الفردية لكسر التكتلات الدفاعية. كما ظهرت مشكلة التمركز الدفاعي في بعض الأوقات، خاصة في التحولات السريعة للمنافسين، حيث يترك لاعبو خط الوسط مساحات شاسعة خلفهم، مما شكل ضغطاً إضافياً على الخط الخلفي وأدى إلى اهتزاز الشباك في لحظات حاسمة.

أما فيما يتعلق بالجانب البدني، فرغم أن اللاعبين ظهروا في بداية المباريات بلياقة جيدة تؤهلهم للسيطرة على وسط الملعب، إلا أن منحنى الأداء البدني شهد تراجعاً ملحوظاً في الفترات المتأخرة من الشوط الثاني وفي الأشواط الإضافية (في بعض المباريات).

هذا التراجع أثر مباشرة على القدرة على تنفيذ الضغط العالي بكفاءة طوال التسعين دقيقة، كما قلل من سرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم، وجعل الفريق عرضة لاستقبال الأهداف في الدقائق الأخيرة بسبب فقدان التركيز الحركي والبدني، ويُعزى ذلك جزئياً إلى الإجهاد المتراكم للاعبين نتيجة جدول الدوري المضغوط قبل البطولة، مما وضع الجهاز الفني أمام تحدٍ صعب لإدارة الطاقات في هذه البطولة المجمعة قصيرة الأمد.

عزيزي القارئ اين مصلحة الكرة المصرية ؟! ، حينما نجد أن رابطة الأندية تكون سبب في عدم انضمام بعض لاعبي مصر إلي المنتخب نتيجة عدم تأجيل مباراة بيراميدز وكهرباء اسماعلية ، علاوة على غياب الانتماء الوطنى لدى بعض النجوم الذين وضعوا مصلحتهم الشخصية وقيمتهم التسويقية فوق اسم مصر.

وسط هذا الجو الرياضي المثقل بالنتائج المخيبة، تلقت الأوساط الرياضية صدمة أشد ألماً وحزناً، هي وفاة اللاعب يوسف محمد، بطل السباحة الواعد من المؤكد أن الرياضة ليست مجرد أهداف ونتائج؛ هي أرواح وجهود وتضحيات.

وفاجعة رحيل شاب رياضي في ريعان شبابه ومجده المحتمل، تمثل ضربة قاسية للمنظومة بأكملها ، إذا كان المنتخب قد خيب آمالنا بسبب ضعفه الفني، فإن رحيل يوسف قد أصابنا في صميم إنسانيتنا وذكّرنا بأن الخسارة الحقيقية تكمن في غياب الأبطال الذين كانوا يحملون راية الوطن في رياضات فردية تحتاج إلى جلد وصبر استثنائي.

إن غياب بطل مثل يوسف محمد يلقي بظلاله الحزينة على الرياضة المصرية، ويسلط الضوء على قيمة العمل الجاد والتفاني الذي قد يذهب في لحظة.

اتوجة بسؤال إلى وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المصرية ماذا فعلتم في ملف الطب الرياضي ؟! ، هل يعقل أن طفل يظل تحت الماء ١٠ دقائق غريق وعقب خروجة لا يجد الانعاش الرئوي

نداء الى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية اطلب من سيادتكم التدخل السريع والعاجل لإنهاء أزمة وفاة لاعبي مصر في الملاعب نتيجة الفشل المتكرر في ملف الطب الرياضي والذي أصبح كابوس وفيروس ينتشر بسرعة وسط منتخباتنا الوطنية ، سيادة الرئيس اتمنى أن يتم تكليف كلية الطب العسكري وإدارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة لإدارة ملف الطب الرياضي في مصر ووضعهم لخطط عاجلة لتطويره.

سؤال لماذا لم تخرج وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية المصرية للرأي العام وتوضح الحقيقة ، للاسف بيانات صحفية عبارة عن كلام انشاء وسد خانة.

لقد ربط هذا الأسبوع بين ألمين ألم الهزيمة المعنوية في كرة القدم، وألم الخسارة البشرية في السباحة، وكلاهما يطرح السؤال: هل المنظومة الرياضية المصرية تسير في الاتجاه الصحيح؟ نتمنى أن ينجح هذا الألم المشترك في إيقاظ المسؤولين ليعملوا على تصحيح المسار، إكراماً لتاريخ كرتنا وحزناً على غياب أبطالنا.

اقرأ أيضا 

عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : إنذار خطر على “كان” المغرب 2025

عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : الدعم لا التشكيك!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى