توبكُتّاب وآراء

إبراهيم الداروي يكتب لـ «30 يوم» :خلافات داخلية في حماس حول مقاتلي رفح تعيد ترتيب القيادة.. هل تؤثر على خطة ترامب ؟!

تشهد حركة حماس خلافات متصاعدة بين قياداتها في الداخل والخارج على خلفية مصير مقاتلي كتائب عز الدين القسام المحاصرين في أنفاق رفح.

مصادر داخل الحركة تشير إلى وجود انقسام واضح داخل المكتب السياسي في الخارج، وسط اتهامات طالت “خليل الحية” بأنه قاد صفقة  تسببت وفق معارضيه في خسائر كبيرة بين صفوف قيادات النخبة في القسام.

وكان الحية خلال الجولات الماضية رئيس الوفد المفاوض عن الحركة، إلا أنه تراجع الأن ليصبح رقم ثلاثة في الوفد، في إشارة إلى حجم التوتر الداخلي وتبدل موازين النفوذ داخل القيادة.

في ضوء هذه الخلافات، تقرر أن يترأس الوفد المفاوض إلى القاهرة محمد درويش، وجاء معه وفد قيادي كبير يضم خالد مشعل وخليل الحية ونزار عوض الله وزاهر جبارين، في محاولة لإعادة ضبط مسار التفاوض وتوحيد الموقف الداخلي.

وتشير المصادر إلى استعداد المكتب السياسي لتقديم تنازلات في المرحلة الثانية من خطة التسوية، في حال وافقت إسرائيل على خروج آمن لقيادات القسام من الأنفاق.

في موازاة ذلك، طالبت قيادة حماس الوسطاء والضامنين  بممارسة ضغط فعلي على الجانب الإسرائيلي وخاصةً الأمريكان لإغلاق ملف مقاتلي القسام المحاصرين داخل الأنفاق في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، ووقف استهدافهم، بما يتيح عودتهم الآمنة إلى مناطق سيطرة الحركة، تمهيداً لترتيبات خروجهم لاحقاً من القطاع وتسليم سلاحهم بطريقة تحفظ كرامتهم وتضمن قبولهم بها.

كما شددت الحركة على ضرورة السماح لقياداتها الميدانية، بالتنسيق مع الصليب الأحمر، بالوصول إلى العناصر العالقين داخل الأنفاق لإطلاعهم على التفاهمات التي جرى التوصل إليها، في ظل انقطاع التواصل معهم نهائياً، وما ترتب عليه من غياب تام لمعرفتهم بالضمانات أو المسارات المطروحة بشأن مصيرهم.

فهذه الخلافات تشير إلى تحديات داخلية كبيرة للحركة.

نجاح المفاوضات حول ملف رفح سيكون اختباراً حقيقياً لقدرة حماس على توحيد قياداتها الداخلية وإدارة ملفات حساسة مع الوسطاء والدول الكبرى.

أي فشل في هذا الملف قد يضعف موقف الحركة في المرحلة القادمة من خطة ترامب للتسوية، التي ترتكز على الاعتراف المتبادل والضمانات الأمنية وإعادة ترتيب السلطة الفلسطينية في غزة على أسس جديدة.

وتسعى الحركة من خلال ذلك للحفاظ على سمعتها أمام المجتمع الدولي وضمان حقوق مقاتليها في أي اتفاق محتمل.

ملف مقاتلي رفح يكشف التحديات الداخلية الكبرى لحماس، ويضع قيادتها أمام اختبار حقيقي لقدرتها على توحيد الصفوف وإدارة مفاوضات حساسة، مع الحفاظ على هيكلها العسكري والسياسي.

ونجاح أو فشل هذه العملية سيحدد قدرة الحركة على المشاركة في أي تسوية فلسطينية مستقبلية، ويعكس مستوى مصداقيتها أمام الوسطاء الدوليين والشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى