الإعلامية الجزائرية د. كريمة الشامي الجزائري تكتب لـ «30 يوم» : الرجل الذي فقد بوصلته أمام امرأة تعرف قيمته!
في علم النفس العلائقي، هناك نمطٌ معروف لدى بعض الرجال الذين يفتقرون إلى النضج العاطفي:
يفقد الرجل احترامه لنفسه، فيبدأ بالظهور أمام كل النساء، يوزّع الاهتمام الرخيص، الرسائل، النظرات، وحتى الوعود، وكأن قلبه متجرٌ مفتوح 24 ساعة.
ليس لأنه يحبهن…
بل لأنه يريد أن يثير امرأة واحدة فقط .. المرأة القوية التي يعرف تمامًا أنها ترفعه بكلمة وتهدمه بنظرة.
هذه المرأة لا تُثار بالضجيج، ولا ترتجف حين تشعر بأنه يحاول استفزازها.
بالعكس… هي أول من يسحب احترامها، وأول من يغلق الباب بهدوء لأن الرجل الذي يحتاج جمهورًا ليؤكد رجولته يفقد قيمته في عين المرأة الواعية.
في اللاوعي، هذا الرجل يعيش صراعًا داخليًا:
هو يعلم أنها نقطة ضعفه، لكنها أيضًا مرآته… المرآة التي تفضح هشاشته، وغيابه عن ذاته، وصِغَر تقديره لنفسه.
لذلك يهرب إلى “لعبة الإتاحة” .. أن يبدو مرغوبًا، مُطارَدًا، منشغلًا…
ليختبر غيرتها أو خوفها، لكنه لا يعلم أن المرأة الناضجة لا تغار، بل تشفق.
تشفق على رجل لم يكتشف بعد أن قيمته لا تأتي من عدد النساء حوله، بل من رجل واحد داخلَه: رجل يحترم نفسه.
لماذا تسقط قيمته عند المرأة القوية؟
لأن المرأة القوية المثقفة:
- تقدّر الرجل الذي يقدّر نفسه.
- تحترم الرجل الذي يعرف حدوده، وعمقه، ومساره.
- ترى أن الإتاحة الزائدة دليل على فقر داخلي وليس وفرة عاطفية.
- تدرك أن الرجل الواثق لا يحتاج جمهورًا، بل يحتاج ذاتًا صلبة وقلبًا مستقيمًا.
النصيحة النفسية
إن كنت رجلاً وتشعر بأنك تفعل ذلك رغبةً في استعادة انتباه امرأة قوية، توقّف فورًا.
فالمرأة التي تُحِبّ بوعي لا تفقدك لأنك ابتعدت… بل تفقدك لأنك صغّرت نفسك أمامها..
وإن كنتِ أنتِ المرأة القوية:
تذكّري دائمًا أن من يختاركِ حقًا… لا يلعب ألعابًا.
ومن يملك قلبك حقًا… لا يجرح كرامتك لتخفّ أوجاع رجولته…
كاتبة المقال .. الإعلامية الدكتورة كريمة الشامي الجزائري … بروفيسورة في علم النفس – هيوستن.
اقرأ أيضا
