عبد المحسن سلامة يكتب لـ «30 يوم» : أسوأ ورقة!
أتفق تماما مع وصف رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى الفريق أول عبدالفتاح البرهان للورقة التى قدمها مستشار الرئيس الأمريكى للشئون العربية والإفريقية مسعد بولس بشأن السودان والتى وصفها بأنها «تعتبر أسوأ ورقة يتم تقديمها».
ترحيب قائد ميليشيات التمرد المعروفة بقوات الدعم السريع «حميدتي» بمهلة الـ3 أشهر مناورة خبيثة منه، لأنها تستهدف تقنين أوضاع خطيرة فى السودان، أهمها فرض التقسيم على السودان والاعتراف عملياً بوجود رأسين لدولة السودان، واحدة فى الخرطوم، والأخرى فى دارفور.
ميليشيات الدعم السريع ارتكبت، ولاتزال ترتكب أبشع الجرائم الإنسانية فى السودان، وأشعلت حرباً أهلية بين أبناء الشعب السودانى الواحد مما أسفر عن خراب ودمار غير مسبوق فى أنحاء السودان، وتهجير الملايين من أبناء الشعب السودانى وتدمير مقدرات الدولة السودانية الاقتصادية، والسياسية، والعسكرية.
هذه الميليشيات الآن تبحث عن شرعية دولية، من خلال فرض أمر واقع، وفرض فكره تقسيم مرحلى أو دائم فى السودان، وهو الأمر الذى يرفضه الجيش السودانى، ومعه كل الحق فى ذلك، لكن تظل هناك إشكاليات كثيرة ومعقدة تحتاج إلى حسم على أرض الواقع.
ربما تكون ورقة مبعوث ترامب حسنة النية لأن الأوضاع فى السودان «كارثية»، والشعب السودانى يواجه أسوأ كارثة إنسانية، وربما تستهدف هدنة إنسانية حقيقية، لكن خطورتها أنها تفتح الباب عمليا لتقسيم السودان على غرار ليبيا، واليمن، والصومال.
أعتقد أنه من الحكمة دراسة المقترح الأمريكى من كل أبعاده، وبكل تفاصيله، خاصة فى ظل عدم قدرة الجيش السودانى حتى الآن على حسم الموقف لصالحه، وخسارته لبعض المواقع الاستراتيجية الهامة فى دارفور.
للأسف البدائل صعبة، وضعيفة، ونزيف الدم يزداد يومياً هناك، وخيام اللاجئين تتسع ولم يعد هناك مكان إضافى لاستيعاب لاجئين جدد بعد زيادة الأعداد بشكل غير مسبوق فى ظل ضعف الإمكانيات المتاحة، وانتشار الأمراض، وسوء التغذية، وربما تتكشف الأمور خلال الأيام القليلة المقبلة.
abdelmohsen@ahram.org.eg
اقرأ أيضا
عبد المحسن سلامة يكتب لـ «30 يوم» : «+16» والعكس!




