أخبار مصرتوبكُتّاب وآراء

الإعلامي خالد سالم يكتب لـ «30 يوم» : اللمبة الحمراء .. ومدخرات البنوك

في لقاء ودي مع صديق صحفي دار بيننا حوار ثري حول موضوع بالغ الأهمية يمس حياة كل مواطن.. الشمول المالي وتطور الخدمات البنكية في مصر.

وبحكم علاقتي الوثيقة بالقطاع المصرفي، ومعرفتي بمعظم المسؤولين في البنوك المصرية، أدركت أن هناك حاجة ملحة لتوعية الجمهور بالمخاطر المحيطة بالتعاملات المالية الإلكترونية. من هنا، قررت تقديم سلسلة من المقالات التوعوية للقراء، هدفها الأساسي الحفاظ على أموالهم وحمايتها من عمليات الاحتيال المتزايدة.

خلال حديثنا، روى لي الأستاذ الصحفي قصة مؤلمة لصديق له، تعرض لعملية نصب واحتيال إلكتروني. فقد تمكن محتالون من سحب مبالغ مالية كبيرة من بطاقته البنكية وكانت المفاجأة أنهم نجحوا في الحصول على معلوماتها السرية من داخل البنك نفسه،ولم يُدْلِ بها لأي شخص وعلى الرغم من المجهود الكبير الذي بذله الرجل في إيقاف البطاقة والتواصل مع البنك، إلا أن الضرر كان قد وقع بالفعل.

هذه القصة ليست فريدة من نوعها، بل تتكرر يومياً مع عشرات المواطنين الذين يقعون ضحايا لعصابات النصب الإلكتروني.

هؤلاء المحتالون يستخدمون أساليب متطورة للغاية، تبدأ بمكالمة هاتفية يدّعي فيها المتصل أنه من البنك، أو برسالة نصية تطلب تحديث البيانات، أو حتى بريد إلكتروني يحمل شعار البنك بشكل احترافي.

الخطر الحقيقي يكمن في أن هذه العمليات تبدو مقنعة للغاية، خاصة عندما يستخدم المحتالون معلومات شخصية عن الضحية تجعله يطمئن ويثق في المتصل. لكن اللمبة الحمراء يجب أن تضيء في عقل كل منا عندما يطلب منه أي شخص، مهما كانت صفته، الإفصاح عن معلومات حساسة مثل الرقم السري للبطاقة، أو كلمة المرور لحساب البنك الإلكتروني، أو رمز التحقق الذي يصل عبر الرسائل النصية.

الحقيقة الثابتة التي يجب أن يعرفها الجميع: لن يطلب منك أي بنك على الإطلاق، تحت أي ظرف من الظروف، الإفصاح عن هذه المعلومات عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني. هذه قاعدة ذهبية لا استثناء لها.

نصيحتنا لكم أعزائي القراء بسيطة وواضحة: لا تقدموا أي معلومات بنكية لأشخاص لا تثقون فيهم ثقة مطلقة. وحتى لو بدا المتصل مقنعاً، اطلبوا منه الانتظار، واتصلوا أنتم بالبنك عبر الرقم الرسمي المدون على بطاقتكم أو الموقع الإلكتروني الرسمي للتأكد من صحة الأمر.

ماذا تفعل فوراً إذا فقدت بيانات بطاقتك المصرفية؟

السؤال الذي يطرح نفسه الآن: ماذا لو اكتشفت أنك أفصحت عن بيانات بطاقتك عن طريق الخطأ، أو شككت في أن معلوماتك قد تسربت؟ الوقت هنا يساوي المال، وكل دقيقة تأخير قد تكلفك الكثير. إليكم خطة العمل الفورية:

أولاً: أوقف البطاقة على الفور، اتصل بخدمة العملاء في بنكك فوراً واطلب إيقاف البطاقة بشكل مؤقت أو نهائي. معظم البنوك المصرية توفر خدمة عملاء على مدار الساعة، واحتفظ دائماً برقم الخط الساخن للبنك مسجلاً في هاتفك. البديل الأسرع هو استخدام تطبيق البنك على هاتفك المحمول، حيث تتيح معظم التطبيقات إيقاف البطاقة بضغطة زر واحدة.

ثانياً: راقب حسابك البنكي بدقة، افحص كشف حسابك على الفور وتحقق من جميع العمليات الأخيرة. إذا وجدت أي عمليات مشبوهة أو غير مألوفة، قم بتوثيقها على الفور بأخذ لقطات شاشة أو طباعتها.

ثالثاً: توجه إلى أقرب فرع للبنك، اذهب شخصياً إلى البنك في أقرب وقت ممكن وقدم بلاغاً رسمياً مكتوباً عن الواقعة. هذا البلاغ ضروري لحماية حقوقك القانونية ولبدء إجراءات استرداد الأموال إن أمكن.

رابعاً: قدم بلاغاً للجهات الأمنية، توجه إلى قسم الشرطة وقدم محضراً رسمياً بواقعة الاحتيال. هذا المحضر سيكون سنداً قانونياً لك في المطالبة بحقوقك.

خامساً: غيّر جميع كلمات المرور، إذا كنت تستخدم نفس كلمة المرور للبنك الإلكتروني ولحسابات أخرى، غيّرها جميعاً على الفور. واحرص على استخدام كلمات مرور قوية ومختلفة لكل حساب.

سادساً: راجع تطبيقات الدفع الإلكتروني، إذا كانت بطاقتك مربوطة بتطبيقات دفع إلكترونية أو محافظ رقمية، قم بإلغاء ربطها فوراً من إعدادات تلك التطبيقات.

سابعاً: احتفظ بسجل مفصل، دوّن كل الاتصالات والإجراءات التي قمت بها، مع التواريخ والأوقات وأسماء الموظفين الذين تحدثت معهم. هذا السجل قد يكون حاسماً في المتابعة القانونية.

تذكروا أن السرعة في التصرف هي المفتاح الأساسي لتقليل الخسائر. لا تتردد ولا تخجل من الإبلاغ عن الواقعة، فأنت لست الوحيد الذي يتعرض لمثل هذه المواقف.

في المقالات القادمة، سنتناول بالتفصيل أساليب الحماية المختلفة، وكيفية التعامل مع المواقف المشبوهة، والخطوات الواجب اتخاذها لحماية حساباتك المصرفية. فالوعي هو سلاحنا الأول في مواجهة هذه الجريمة المنظمة.

تذكروا دائماً: عندما تضيء اللمبة الحمراء في ذهنكم، توقفوا ولا تستمروا. فأموالكم التي تعبتم في جمعها تستحق هذا الحذر.

والله الموفق والمستعان.

كاتب المقال : خالد سالم – إعلامي .. نائب الامين العام لاتحاد الإعلاميين الأفريقي الأسيوي.

اقرأ أيضا

الإعلامي خالد سالم يكتب لـ «30 يوم» : نجم البنوك طارق فايد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى