توبرياضةكُتّاب وآراء

عادل يوسف يكتب لـ «30 يوم» : الدعم لا التشكيك!

موجة من الجدل عقب تصريحات المدير الفني للمنتخب الوطني، الكابتن حسام حسن، بعد فوز “الفراعنة” المستحق على الرأس الأخضر في بطولة كأس عاصمة مصر الودية.

تعبير “العميد” عن استيائه من “الهجوم” الممنهج والانتقادات التي وصفها بـ”غير البناءة”، مسلطًا الضوء على ما يراه معارضة لاستمراره كمدرب محلي، هو صرخة وجب علينا التوقف أمامها بعين الإنصاف والمنطق.

منذ أن تولى حسام حسن قيادة المنتخب، كان التحدي كبيرًا، والضغوط هائلة، خاصة في ظل سيل الأقاويل الذي يحيط دائمًا بالمدرب الوطني ، لكن الرجل الذي طالما عرفناه مقاتلًا في الملعب، أثبت أنه مقاتل من طراز فريد على خط التماس أيضًا.

الأرقام تتحدث بصوت أعلى من أي نقد: التأهل لكأس العالم 2026 خطوة عملاقة نحو استعادة مكانة مصر العالمية،اضافة إلي التأهل لكأس أمم إفريقيا 2025 وتأكيد على الحضور القاري الدائم علاوة علي ذلك سجل خالٍ من الهزائم في المباريات الرسمية وهو الأهم، حيث قاد المنتخب دون أي خسارة حتى اللحظة، وهو ما يعكس استقرارًا فنيًا وتكتيكيًا وبناءً سليمًا للفريق.

هذه الإنجازات لم تتحقق بضربة حظ، بل بجهد وعمل وإيمان بقدرات اللاعب المصري ، فما الذي يدفع البعض إذن إلى التشكيك المستمر في قدراته؟

المغزى الأساسي في تصريحات حسام حسن هو إحساسه بوجود الكثير يعارض المدرب الوطني بشكل عام، مفضلًا عليه الخيار الأجنبي ،هذا النقاش ليس جديدًا، ولكنه يصبح مجحفًا عندما يطال مدربًا يحقق نتائج ملموسة وبالتالي نؤكد أن انجازات المنتخب في مختلف العصور تحققت مع المدرب الوطني الكابتن الجوهري وصولا إلي المعلم حسن شحاتة وبالتالي “لماذا لا يُعطى المدرب الوطني الفرصة والدعم الكافيين، طالما أنه يحقق الأهداف المطلوبة؟”

إن المطالبة بالاحترافية في كرة القدم لا تعني بالضرورة نبذ الكفاءات الوطنية ،حسام حسن ليس مجرد اسم لامع، بل هو أسطورة كروية يملك خبرة دولية واسعة كلاعب، وشخصية قيادية لا يختلف عليها اثنان، بالإضافة إلى سجله التدريبي المليء بالتحديات والنجاحات يؤكد ذلك خبرته المحلية في التعامل مع تفاصيل الكرة المصرية قد تكون ميزة لا يملكها المدرب الأجنبي القادم من الخارج.

المنتخب الوطني في مهمة مصيرية، تتطلب منا جميعًا، جمهورًا وإعلامًا ومحللين، أن نتكاتف خلفه. التوجيه والنقد البناء هما جزء أصيل من العملية الكروية، ولكن التحول إلى “هجوم” وتشكيك في كل خطوة يخطوها المدير الفني يمكن أن يزعزع استقرار الفريق ويشتت تركيز اللاعبين.

إذا كان حسام حسن قد حقق الإنجازات المذكورة، فإن واجبنا هو منحه الثقة الكاملة والوقت الكافي لمواصلة البناء. فمشروع قيادة منتخب بحجم مصر يتطلب رؤية طويلة المدى وليس ردود فعل سريعة مبنية على مباراة ودية أو تصريح عابر.

حسام حسن هو المدير الفني لمنتخبنا، وهو يحقق نتائج إيجابية حتى الآن ، دعونا نرفع سقف الدعم ونهدئ من وتيرة الانتقاد حيث إن إثبات المدرب الوطني لكفاءته في أعلى المستويات هو مكسب للكرة المصرية كلها ، فلنتحد جميعًا خلف “العميد” والمنتخب، متجهين بثقة نحو كأس العالم 2026 وكأس الأمم 2025. فلنجعل من الدعم شعار المرحلة، حتى يواصل الفراعنة كتابة التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى