صبري حافظ يكتب لـ « 30 يوم» : الجودة قبل الميلاد !
اختار حسام حسن التوقيت غير المناسب في توجيه سهام نقده لمنتقديه بعد الخسارة أمام أوزبكستان في الدورة الدولية – وقبل انطلاق بطولة الأمم الأفريقية بشهر – واشتبك مع أكثر من محور برصاصات لم تأتِ في صدور منتقديه بل عادت إليه وأصابته إصابات مباشرة وقد يعاني منها لفترة وربما تكون سببا في إنهاء مشواره لتكون محطة المغرب آخر محطاته مع منتخب مصر.
حسام لم يجد مايقوله حول أسباب الخسارة أمام أوزبكستان، فحاول أن يغير وضعيته من الدفاع للهجوم، وهذه المرة على منتقديه ومن سوء حظه أنه مسك في عنق البرازيلي ميكالي بسبب مرتب كان يتقاضاه متناسيا إنجازاته.
تناول حسام منحت البرازيلي عناصر القوة في الرد بمثالية زادت من مأساة مدرب منتخب مصر!.
وبأسلوب تهكمي ،اعتبر ميكالي هجوم حسام له مناسبة رائعة لأنه جعل المصريين يستعيدون ذكريات رحيله ،وهي مناسبة لو عقد البرازيلي نفسه مؤتمرا ليعدد مآثره مع الكرة المصرية ماحقق ماأنجزه حسام له، رغم أن الأخير كان يستهدف النيل منه وليس تكريمه.!
وميكالي ليس “ثعلبًا” كمدرب فقط قادر على صيد البطولات والأرقام، فقد كشف عن موهبة جديدة له مفوهًا وبليغًا في انتقاء كلماته وصداها، معددًا إنجازاته كمدرب والتي لم يصل لها حسام أو اقترب منها سواء مع منتخب البرازيل وإحراز أول ميدالية أولمبية في تاريخه، وبصمته على لاعبين عالميين مثل جابرييل جيسوس ورافينيا وباكيتا وريتشاليسون، ومع مصر، وصل للمربع الذهبي أولمبيا ونادرا ماحققه الفراعنة، مع تصعيد ما لا يقل عن 8 لاعبين للمنتخب الأول.
حسام لم يتغير كلاعب ومدرب في ردود أفعاله رغم خسارته للكثير، والعمر والمكانة والخبرة تحتم التريث والتفكير فيما هو أعمق وأهم، كما أنه تناسى أن قيادة المنتخبات في مصر وغيرها ليس شرطا تكون محلية، فالكفاءة والجودة الفيصل لتحديد الاستعانة بالمدرب أيّا كانت جنسيته.
واعتماد المغرب على المدربين المحليين مثل وليد الركراكي ومحمد وهبي لتدريب المنتخبين الأول والشباب نتاج منظومة ناجحة معمول بها في المغرب قبل سنوات من خلال تأهيل المدربين بالتوازي بتفريغ لاعبين، وسبب نجاح الركراكي ووهبي ليس ما يعكفون على دراسته نظريا وعمليا فقط ،بقدر وجود لاعبين أكفاء تم إفرازهم طوال سنوات عمل، ليقين المغاربة أن المدرب الكفء دون لاعب يمتلك المقومات الفنية والبدنية منذ الصغر لن يصنع شيئا.
فالجودة تأتي قبل الموطن والميلاد، والكفاءة وليست الجنسية هي الأساس، فأنشيلوتي الإيطالي مع منتخب البرازيل، توخيل الألماني مع إنجلترا، وبوتشيتينو الأرجنتيني مع أمريكا، أمثلة تجزم أن كرة القدم الحديثة تقدّر الجودة قبل الميلاد!
أزمة حسام بعد الدورة الودية لم تقتصر على تعميق جراحه محليا وخارجيا وامتدت بزيادة الفجوة مع لاعبي المنتخب وارتفاع أعداد المتمردين.
وأصعب مايواجهه حسام حاليا اهتزاز ثقته بنفسه، وعلى اتحاد الكرة السعي لاستعادتها، فهو في اختبار صعب في ظل ضغوط ضاغطة، مع وضع اتحاد الكرة شرط المربع الذهبي لاستمراره في المونديال وهو حلم يقاتل من أجله ، وهو التواجد في كأس العالم كمدرب مثلما كان لاعبا… وأشك في الوصول إليه رغم تراجع منتخبات عدة!
اقرأ أيضا
صبري حافظ يكتب لـ « 30 يوم» : سوبر .. أم تشويه ماتبقى !
صبري حافظ يكتب لـ « 30 يوم» : منطق السوبر .. ورهان عبد الرؤوف




