توبكُتّاب وآراءمنوعات

الإعلامية الجزائرية د. كريمة الشامي الجزائري تكتب لـ «30 يوم» : المرأة بين الحب… والعشق… والتعلّق… والكره

اختاري الحب أو ألا الحب… أو اخلقي لنفسك منطقة تخصك تدعى ما بين البينين

ما أجمل الاتزان… وما أرقى أن نفكّر بعقولنا قبل قلوبنا

المرأة بين الحب… والعشق… والتعلّق… والكره

في بدايات الأشياء، تقع المرأة في الحب بلا تخطيط، بلا موعد، وبلا إذن منها.

يأتي الحب كنسمةٍ مفاجِئة، يخطفها من يومها ويضعها في عالمٍ آخر…

تشعر بالأنس بقربه، وتكون رؤيته كفيلة بتهدئة روحها، بل إن مجرّد ذكر اسمه يفتح في قلبها نافذة ضوء.

الحب عند المرأة إحساس نقيّ، حالة عاطفية تنظر فيها إلى الصفات قبل المظاهر، وإلى الاحتواء قبل الكلام، وإلى الأمان قبل الوعود.

إنها تبحث في الرجل عن المشاعر التي افتقدتها يومًا… فإذا وجدتها فيه، ملك قلبها بتلك اللمسة وحدها.

الحب بالنسبة لها جمالٌ داخليّ، طيفٌ هادئ يدفعها للحياة ويحرّك فيها أجمل ما وُجد.

أما العشق…

فهو المرحلة التي يبدأ فيها ذوبان الذات.

تنسى المرأة نفسها، وتتوه في الآخر حتى تصبح إرادتها رهينة حضوره.

العشق يحوّل رقة الحب إلى نزعة تملك، ويحوّل الدفء إلى خوفٍ من الفقد.

تصبح التفاصيل الصغيرة مصدر ألم، ودموعًا، وتعبًا لا يُفسَّر.

في العشق تقدّم المرأة كل ما لديها حتى آخر نقطة من روحها، خوفًا من الرحيل…

فتُستنزف، وتخسر لذة الحب الأولى.

ثم يأتي التعلُّق…

وهو أصعب المراحل، وأكثرها وجعًا.

في التعلّق تدرك المرأة بوضوح أن العلاقة مؤذية… ومع ذلك تبقى.

تعرف أنّ الفشل قادم، وأن الطريق هابط، وأن مشاعرها مقيدة… لكنها تستمرّ كأنها لا ترى.

تعرف عيوبه جيّدًا، ترى أذاه كاملًا، تُدرك أنه لا يليق بها…

لكنها تبرّر، وتتنازل، وتحمي العلاقة بكل قوتها؛

تمامًا كمدمنٍ يعرف أن المادة تدمّر حياته… ومع ذلك لا يستطيع تركها.

وحين تستفيق… يولد الكره

عندما يصل الألم إلى قمّته، تبدأ مرحلة السقوط الحرّ نحو العلاج.

أول ما تكرهه المرأة هو نفسها الضعيفة… تلك النسخة التي سمحت لنفسها بأن تُجرح.

ثم يظهر الكره تجاه الطرف الآخر:

تراه بوضوح لأول مرة، بلا أوهام ولا تبريرات…

فتكره صفاته، طريقته، وجوده، وتأثيره عليها…. وتنصدم من نفسها بسوال عالمي كيف أنا كنت أحب هذا الشيء !!!!

ومع هذه الرؤية الجديدة… تبدأ مرحلة الشفاء.

تستعيد قوتها، توازنها، احترامها لذاتها.

وتعود كما كانت… إذا أرادت هي ذلك.،،،

الخلاصة

كوني متزنة في مشاعركِ، ولا تسمحي لقلبك أن يتجاوز مرحلة الحب الهادئ الصحيّ.

لا تذهبي إلى حيث تفقدين نفسك… فكل شيء يبدأ بكِ وينتهي بكِ.

أتمنى أن يجد الحب السليم، الناضج، المتزن طريقه إلى قلوبكم… ومعه وعيٌ يحمي الروح من الانكسار.

“تُظهر الدراسات في علم النفس العاطفي أن الارتباط الصحي يقوم على توازنٍ بين القرب والاستقلال، فالعلاقات التي يُفرِط فيها أحد الطرفين في العطاء دون حدود تتحوّل من حبٍّ إلى استنزاف، ومن انجذابٍ إلى اعتمادٍ مؤذٍ يُضعف الهوية الذاتية”.

كاتبة المقال .. الإعلامية الدكتورة كريمة الشامي الجزائري … بروفيسورة في علم النفس – هيوستن.

اقرأ أيضا

الإعلامية الجزائرية د. كريمة الشامي الجزائري تكتب لـ «30 يوم» : ليس كل من يصرخ متألمًا … وبعض الصمت أقوى من ألف كلمة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى