توبكُتّاب وآراء

الإعلامي حمدي رزق يكتب : جمهورية تحقيق الأحلام المؤجلة

من مأثورات “مارتن لوثر كينج” قوله: “بالإصرار الصبور والراسخ سوف نمضى قدمًا إلى أن تتحول كل وديان اليأس إلى قمم للأمل..”.

تذكرت مقولة الزعيم الأمريكي كينج، وأنا اشاهد مغتبطا مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بالضبعة في مرسى مطروح.

ومرت عليّ ذاكرتي عقود مضت، ونحن نحلم بدخول العصر النووي، كان حلما، وكما يقولون في الأدبيات المعاصرة، هذا زمن الأحلام، وصفا بليغا “الجمهورية الجديدة” جمهورية تحقيق الأحلام المؤجلة.

الاستراتيجية المصرية للملف النووي، فى بعدها الحضارى، وأهميته فى تجلي قدرة الشعب المصرى فى إنجاز ما كان مستحيلا، وتعددت أسباب النكوص عنه فى عقود وعهود خلت.

الشعب المصرى تخلص من “رهاب النووى” الذى عمّقته أبواق مناهضة للحاق مصر بالركب النووى، وسلطت علينا أشباحها السوداء ما عطل الركب عن المسير طويلا.

اليوم نستحث الخطي للحاق بالركب الذى سار بعيدا، لاتزال هناك فرصة للحاق، يلخّصها الرئيس السيسي بقوله العميق المعني والمغزى، “أن هذه اللحظة التاريخية ستظل خالدة فى تاريخ وذاكرة هذه الأمة، وشاهدة على إرادة هذا الشعب العظيم، الذي صنع بعزيمته وإصراره وجهده التاريخ على مر العصور وها هو اليوم يكتب تاريخاً جديداً بتحقيقه حلماً طالما راود جموع المصريين، بامتلاك محطات نووية سلمية”.

لفتتني فقرة دالة في كلمة الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” خلال مراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بالضبعة.

“الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو من بادر بمشروع الضبعة النووي، وأرى أن هذا شرف وفخر كبير أن أتشارك معكم هذه اللحظة”.

الشهادة الرئاسية الروسية، شهادة حق، الإرادة السياسية تجسدت في الضبعة، وإصرار الرئيس السيسي علي إنجاز هذا الملف كانت بمثابة الوقود الحيوي الذي أستيقظ المشروع (الحلم) من ثباته ، ولولا هذا الإصرار الرئاسي الذي لا ينفد، ماكان لهذا المشروع أن يري النور.

كلمة الرئيس ” بوتين ” تمتن مقولة معتبرة للرئيس السيسي فى نفس هذا العرس النووي “أنها لحظة تاريخية ستظل خالدة في تاريخ وذاكرة  الأمة المصرية”.

في بحثي عن ما يعبر عن عظمة هذا الإنجاز الوطني، صادفت تقرير مهم للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء تضمن ( إنفوجراف ) بعنوان “مصر على أعتاب تحقيق الحلم النووي بعد أكثر من ٦٠ عاماً من إطلاق الفكرة” في ظل استراتيجية الدولة لتنويع مصادر الطاقة.

التقرير يذكرنا بما نسينا فى ظل حالة توهان لحظية أستولت علينا بفعل الضغوط المعيشية، العالم بأسره مهتم بالمشروع النووى المصرى الذى يفتح الباب لنقلة أقتصادية واعدة مع أكتمال المشروع ودخوله الخدمة فى نهاية هذا العقد.

المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية “رافايل جروسي” يشهد: “أن مصر تتحرك إلى الأمام ببرنامج نووي طموح، امتلاك الدولة المصرية محطة طاقة نووية، يعد تطوراً كبيراً لدولة رائدة على مستوى العالم مثل مصر”.

ويلفتنا جروسي إلى أنه بتنفيذ مشروع الضبعة سيتوافر لدى مصر طاقة نظيفة لمئات السنين، (مهم جداً تعبير مئات السنين).

الجمهورية الجديدة ترسم مستقبل الأمة المصرية لمئات السنين، السيسي يعمل جاهدا لبكره وبعد بكره، يستشرف المستقبل، مصر العظيمة لا تنظر تحت قدميها، تستثمر فى حاضرها لمستقبلها، استثمار رشيد في رؤوس الأموال الوطنية، مشروع الضبعة سيكون بمثابة مصدر قوة أكبر للطاقة بالنسبة لمصر.

المفاعل عند اكتماله يمدنا بطاقة هائلة نظيفة، تعين الأجيال القادمة علي زمنها ، وتوفر لها المدد لنهضة صناعية تكنولوجية مستدامة .

تأمين مصادر الطاقة كما تأمين مصادر المياه ، تترجم حياة، والحياة الرغدة أسمى أمانينا.

من حقنا أن نحلم لأحفادنا، وواجب علينا أن نوسد لأحفادنا حياة أفضل مما عشناه، التضحيات التي يبذلها الشعب المصري راضيا صابرا ترسم الأمل في عيون أجيال قادمة.

المصري اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى