توبكُتّاب وآراءمنوعات

اللبناني وليد عماد يكتب لـ «30 يوم» : كيف أنقذت امرأة ابنها برغيف خبز..؟!

قد يتوب العاصي في لحظة ، وقد يخطئ الصالح فجأة…لا تعتز بنفسك ولا تستهن بذنوب الٱخرين قالقلوب بيد الرحمن يقلبها كيف يشاء.

من أروع وأنقى ما يمكن قراءته، يحكى انه كان هناك إمرأة تصنع الخبز لأسرتها كل يوم، وكانت تصنع رغيفاً اضافياً لأي عابر سبيل جائع، وتضع الرغيف الإضافي على شرفة النافذة لأي فقير يمر ليأخذه.

وفي كل يوم يمر رجل فقير أحدب” منحني الظهر- مقوس” ويأخذ الرغيف وبدلاً من إظهار إمتنانه لأهل البيت كان يتمتم بالقول: الشر الذي تقدمه يبقى معك والخير الذي تقدمه يعود اليك.

كالعادة كل يوم كان الرجل الأحدب يمر فيه ويأخذ رغيف الخبز ويردد ذات الكلمات.

بدأت المرأة بالشعور بالضيق لعدم إظهار الرجل للعرفان بالجميل والمعروف الذي تصنعه وأخذت تحدث نفسها قائلة: كل يوم يمر هذا الأحدب ويردد جملته الغامضة وينصرف ترى ماذا يقصد؟

في يوم من الأيام أضمرت في نفسها امراً وقررت سوف اتخلص من هذا الأحدب فقامت بإضافة بعض السم على رغيف الخبز الذي صنعته وكانت على وشك وضعه على النافذة ولكن بدأت يدها بالارتجاف وقالت لنفسها ما هذا الذي أفعله..؟

فوراً تلقي بالرغيف ليحترق بالنار وقامت بصنع رغيف وضعته على النافذة وكما هي العادة جاء الأحدب واخذه وهو يتمتم.

وكل يوم كانت المرأة تصنع فيه الخبز تصلي لابنها الذي غاب بعيداً وطويلاً بحثاً عن مستقبله ولسنوات عديدة لا تعرف عنه شيئ.

في ذلك اليوم تخلصت فيه من رغيف الخبز دق باب البيت مساءً وحين فتحت وجدت ابنها الغائب كان شاحباً متعباً ملابسه شبه ممزقة فقال لها انها لمعجزة وجودي هنا يا أمي.. على مسافة اميال من هنا كنت متعباً وأشعر بالأعياء لدرجة الانهيار وكدت أموت لولا مرور رجل أحدب رجوته أن يعطيني أي طعام معه وكان الرجل طيبا بالقدر الذي أعطاني فيه رغيف خبز لأكله.وأثناء اعطاءه لي قال؛ إن هذا هو طعامه كل يوم ولكن اليوم سيعطيه لي لأن حاجتي أكثر من حاجته.

بمجرد أن سمعت الأم هذا الكلام شحبت وظهر الرعب على وجهها وتذكرت الرغيف المسموم الذي صنعته اليوم صباحا ولو لم تقم بالتخلص منه لكان ولدها هو الذي أكله وكان قد فقد حياته ولحظتها ادركت معنى كلام الأحدب

الشر الذي تقدمه يبقى معك .. والخير الذي تقدمه يعود إليك

تذكر افعل خير ولا تتوقف عن فعله .. “فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره….”

 اقرأ أيضا

اللبناني وليد عماد يكتب لـ «30 يوم» : نحن في حاجة لمثل هذا القاضي الحكيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى