الإعلامية الجزائرية د. كريمة الشامي الجزائري تكتب لـ «30 يوم» : ليس كل من يصرخ متألمًا … وبعض الصمت أقوى من ألف كلمة…
الطلاق… قراءة علميّة – ثقافيّة في لحظة انكسار
الطلاق ليس مجرد كلمة تُقال في لحظة غضب؛
إنه حدث عصبي– نفسي يهزّ الجهاز العاطفي للإنسان،خاصة حين يأتي بطريقة مفاجئة ومهينة.
علم النفس يصف هذا النوع من المواقف بـ:
“الصدمة العاطفية المفاجئة – Emotional Shock Event”
ولهذا نشعر فجأة بـ:
رجفة، غصة، ضيق نفس، اضطراب داخلي…
فالجسم — كما يوضح Peter Levine —
لا يفرّق بين الألم النفسي والألم الجسدي،
فيُفَعِّل دوائر النجاة نفسها.
لماذا يُشوه البعض الآخر عند الانفصال؟
التحليل النفسي يقدّم تفسيرًا واضحًا:
الإسقاط – Projection
أي أن يتّهمك الإنسان بما يرفض أن يراه في ذاته.
لذلك يتحوّل خلاف عادي إلى سيل من الاتهامات:
“أخلاق، شرف، سفر، نرجسية…”
ليس لأنها تعكس حقيقتك،
بل لأنها تعكس عجزه الداخلي عن مواجهة نفسه.
وفي الثقافة الإنسانية،
منذ القدم، تُهاجَم المرأة لحريتها،
ويتم تأويل سفرها، علمها، ونجاحها
كأنها تهديد لنظرة ضيقة إلى العالم.
وماذا بعد الطلاق؟
بعد كل صدمة…
تولد مرحلة جديدة من الوعي.
الطلاق القاسي لا يعني سقوط المرأة،
بل يعني خروجها من علاقة لم تعد تليق بقيمتها،
ودخولها في مرحلة تعرف فيها حدودها…
وقوة روحها…
وكرامتها.
إرشادات علمية للتعامل مع الاضطراب بعد الطلاق
✔ تنفّس 4–6–8:
4 شهيق – 6 ثواني احتفاظ – 8 زفير
يهدّئ الجهاز العصبي فورًا.
✔ اشربي شيئًا دافئًا
لتهدئة العصب المبهم.
✔ اكتبي مشاعرك
فالكتابة علاج فعّال بعد الصدمات.
✔ الأهم: الصمت ليس ضعفًا… بل شفاء.
اقتباس علمي:
“الألم العاطفي يوقظ نفس المناطق العصبية المسؤولة عن الألم الجسدي.”
كاتبة المقال .. الإعلامية الدكتورة كريمة الشامي الجزائري … بروفيسورة في علم النفس – هيوستن.
اقرأ أيضا
الإعلامية الجزائرية د. كريمة الشامي الجزائري تكتب لـ «30 يوم» : من الرماد … إلى فستاني الأبيض!




