صبري حافظ يكتب لـ « 30 يوم» : سوبر .. أم تشويه ماتبقى !
لم تعد مباريات كرة القدم المصرية، من بينها مواجهات القمة أو السوبر والديربى وخلافه من مسميات رنانة، تلفت الأنظار وتستدعى الترقب والمتابعة، بعد تدنى المستويات الفنية وتراجعها بشكل كبير، وباتت لا تحمل سوى الاسم بعد تفريغها بفعل فاعل من مضمونها، وضاع التفرد والتميز سواء كانت قمة أو سوبر.
وكأن هناك من يستهدف ما تبقى من روائح الزمن الجميل فنيا وأخلاقيا ويحزنه مباراة يلتف حولها البعض – والذين باتوا ندرة لتراجع المستويات – داخل مصر وخارجها، مثل من يحاول أن يدمر نفسه لأسباب مجهولة!.
ومنذ انتهاء مباراة السوبر المصرى بالإمارات بعد أسبوع بالتمام والكمال والجدل والاستنكار وتبادل الاتهامات حديث الشارع الكروى، وليتها جلسات نقاشية فنية فرضها اللاعبون داخل المستطيل وإنما اتهامات بين فريق يهاجم وآخر يدافع عن المشهد المأساوى فى السوبر الأخير والذى كُتب عليه ألا ينتهى بشكل طبيعى فإما «خناقات» بين لاعبين تنتهى لمحاكم، أو طريقة استفزازية وتعمد مع سبق الإصرار والترصد لإحداث ما يعكر صفو الاحتفالية الكبرى بين لاعب وزميله، أو لاعب وجمهور، أو لاعب وإدارى مع مسؤول فى المدرجات أو على السجادة الحمراء لتكريم الفائزين وتسليم الكؤوس والميداليات فى مهرجان يعبر عن فن مصرى كروى ببلد عربى شقيق.
عدم مصافحة لاعب لرئيس بعثة منافس ليس مجرد تجاهل فقط بقدر ما هو استخفاف بالشخص نفسه وناديه، وبالمقابل يؤثر سلبا على من يرتدى قميصه، والمهذب هشام نصر دمث الخلق لم يصدر أى ردة فعل تجاه الفعل نفسه، تلقى الصدمة والتى ألقت بظلالها عليه، وأكثر على اللاعب نفسه بردود أفعال معاكسة وحزينة من «صغائر» فى بلد آخر حتى ولو كان شقيقا.
ربما يستشعر اللاعب أنه رد إهانة ناديه السابق، حسب رؤيته فى أزمة تجديد عقده وتوابعها من الرحيل لنادِ آخر- «الغريم التقليدى» – لكنه خسر الكثير كلاعب حتى من جانب محبيه ومريديه، فنجومية اللاعب ليست فنا وموهبة وأهدافا داخل المستطيل الأخضر وإنما أخلاق ومواقف تجعل منه منارة تنير لكل من يقتدى به.
من أكثر الخسائر التدميرية التى خلّفها هذا السوبر وكانت من توابع هذا الموقف «المشين» – التى لم تستغرق مشاهده سوى دقيقة على الأكثر – أنه أشعل روح التعصب والانقسام بين قطبى القمة، وزرع فى نفوس البراعم والصغار ومن يبحثون عن القدوة طرقا جديدة تعلموها بالصوت والصورة فى كيفية تحقير وتصغير الكبير والمسؤول لإثبات الذات، ورد الصاع صاعين، واعتبار المواجهة الكروية حربا وليست منافسة كروية شريفة وتهنئة الخاسر للفائز، وتواضع المتفوق للمنكسر رياضيا خاصة أنه لا يوجد فائز باستمرار أو خاسر على طول الخط.
كم من نجوم تركوا الملاعب ولم يحصلوا على المقابل المادى المناسب لموهبتهم ونجوميتهم، وما زالت الجماهير تهتف بسجلهم النظيف أخلاقيا رغم ما تعرضوا له من ضغوط تزلزل الجبال ولم يتلفظوا أو يلوّحوا بإشارات مقززة تؤذى العين والأذن، وجاءت سيرتهم رأس مال حقيقيا حتى بعد رحيلهم عن دنيانا، وبعضهم أنصاف نجوم وارتقت بهم سلوكياتهم لمصاف الموهوبين الأفذاذ ونالوا من السمعة الطيبة والسيرة الحسنة ما لم يناله آخرون ممن ألقت بهم الجماهير فى مزبلة التاريخ!.
اقرأ أيضا
صبري حافظ يكتب لـ « 30 يوم» : منطق السوبر .. ورهان عبد الرؤوف
صبري حافظ يكتب لـ «30 يوم» : ليس أبو ريدة فقط!




